بدعوى أن مضمونها لم يرد في برنامجهم الدراسي تلاميذ يقاطعون "الباك" احتجاجا على الأسئلة! غامر عدد من التلاميذ مستقبلهم الدراسي كلّه حين قاطعوا أحد اختبارات اليوم الثالث من امتحانات نيل شهادة البكالوريا، ودون تنسيق أو تخطيط مسبق، فضّل كثيرون عدم تسليم ورقة إجابتهم ومغادرة قاعات الامتحان في بعض ثانويات العاصمة والعديد من ولايات الوطن، ومنهم من (تجرّأ) على تنظيم (مسيرة احتجاجية)، وكلّ ذلك لأن الأسئلة جاءت خارج (المقرّر) حسبهم . امتنع أمس عدد غير قليل من الممتحنين في شهادة البكالوريا شعبة آداب وفلسفة عن الردّ على أسئلة امتحان الفلسفة بدعوى أن مضمونها لم يرد في برنامجهم الدراسي، في حادثة (خطيرة) تضع حظوظهم في النّجاح على كفّ عفريت. بثانوية (علي تواتي) بطريق الشبلي بوفاريك بولاية البليدة، مثلا، قاطع كثير من الطلبة امتحان مادة الفلسفة وأقدموا على مغادرة الأقسام واجتمعوا وسط ساحة الثانوية وحاولوا الخروج في مسيرة نحو وسط المدينة، إلاّ أن رجال الأمن طوّقوا الثانوية وأغلقوا أبوابها ومنعوا التلاميذ من الخروج، وهو ما جعل ثورة التلاميذ تزداد اشتعالا وتعالت الهتافات حسب بعض التلاميذ بسبب أن سؤالي امتحان مادة الفلسفة لا يوجدان ضمن المقرّر الدراسي. حيث جاء السؤال الأوّل حول العنف والحكمة والثاني كان عن ما إذا كان لكلّ سؤال جواب وقالوا إن الأسئلة لم تكن مباشرة واعتمد فيها أسلوب التمويه، في حين حسب التلاميذ كانت الاحتمالات كلّها تشير إلى أن أسئلة الفلسفة ستكون حول الشعور واللاّ شعور. وقد تنقّلت مديرة التربية إلى الثانوية رفقة بعض المسؤولين من البلدية ومن المديرية وحاولوا تهدئة التلاميذ الذين أصاب بعضا منهم حالات خوف وذعر كبيرين وصلت إلى خدّ الإغماء وبعد التحاور معهم عادوا إلى الأقسام وأجروا الامتحان في ظروف عادية. وأكّد الأمين العام بمديرية التربية بالولاية أن هذا الاحتجاج جاء بعد أن وجد التلاميذ أنفسهم خلال القراءة الأولى لموضوع الامتحان أمام أسئلة غامضة نوعا ما جعلهم يتصرّفون بتلك الطريقة، إلاّ أن الحوار الذي كان بين التلاميذ ومديرة التربية جاء بنتيجة وعاد التلاميذ إلى قاعات الامتحان، مؤكّدا من جهة أخرى أنه لم يتمّ تسجيل أيّ حالات غشّ خلال امتحانات البكالوريا بالبليدة ولم يتمّ تسجيل إلاّ بعض المحاولات الفاشلة. وأوضح السيّد مفتوح محمد المكلّف بالإعلام بمديرية التربية لولاية البليدة أن مجموعة من المترشّحين قامت بعد اطّلاعها على موضوع الامتحان في مادة الفلسفة الخاصّة بشعبة (الآداب والفلسفة) بالاحتجاج وتكسير الكراسي والطاولات بحجّة أن موضوع الامتحان لم يبرمج في المقرّر المدرسي، وأضاف أن المشرف على مركز الامتحان سجّل أيضا محاولة بعض التلاميذ الاعتداء على الحرّاس المشرفين على تأطير العملية، ممّا تطلّب تدخّل مصالح الأمن للتحكّم في الوضع. كما ذكر السيّد مفتوح أنه فور اطّلاعها على الواقعة قامت مديرة التربية وممثّلة عن وزارة التربية برفقة رئيس دائرة بوفاريك بالتنقّل إلى عين المكان للتحاور مع التلاميذ بغية إقناعهم بالعدول عن تلك التصرّفات والعودة إلى مقاعدهم وإتمام الامتحان، وأكّد أن الهدوء عاد إلى جميع أقسام الامتحان بعد أن قرّر المشرفون على سير الامتحان تمديد الوقت المخصّص له (حتى يواصل جميع المترشّحين امتحانهم) مع (عدم طرد أيّ من المتسبّبين في تلك الاحتجاجات)، كما أضاف أنه (تمّ تسجيل محاولات غشّ جماعي خلال تلك الاضطرابات وقد تمّ رفعها في تقرير من قِبل رئيس المركز في انتظار اتّخاذ الإجراءات اللاّزمة). "الباك" يجري في ظروف عادية حسب الوزير بعيدا عن حالة التشنّج التي أثارتها أسئلة الفلسفة، قال وزير التربية الوطنية السيّد عبد اللطيف بابا أحمد في تيبازة حيث أعطى بها إشارة انطلاق اليوم الثالث لامتحانات شهادة البكالوريا (دورة جوان 2013) إن الامتحانات تجري في (أجواء عادية) عبر كامل القطر الوطني بفضل (مساهمة) الجميع. وأوضح الوزير في تصريح ختاما لزيارته أنه (لم يسجّل أيّ خلل أو تجاوز يذكر من شأنه أن يمسّ بسير العملية)، منوّها ب (تكاثف جهود الأساتذة والمؤطرين والسلطات المحلّية والأجهزة الأمنية الساهرة على ضمان السير الحسن للامتحانات). وكان الوزير قد أشرف على فتح الأظرفة الخاصّة بامتحانات مادة الفلسفة شعبة آداب وعلوم إنسانية بمركز الامتحان ثانوية (الشهيد خالد بوسماحة) وسط مدينة تيبازة، حيث دعا الممتحنين إلى (عدم التسرّع في الإجابة والتحلّي بالهدوء والتركيز في تناول المواضيع)، كما تحادث مع التلاميذ حول مدى صعوبة الأسئلة والمواضيع والظروف العامّة التي تجري فيها الامتحانات قبل أن يواصل زيارته بالاطّلاع على عدد من المشاريع الخاصّة بقطاعه استعدادا للدخول المدرسي المقبل.