التكنولوجيا الحديثة تتسبب في الخمول الجلوس على الأريكة "يقتل" خمسة ملايين شخص سنويا الخمول ظاهرة جديدة تسللت إلى المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة، حيث ساهم توفر التكنولوجية الحديثة في تغذية الخمول والكسل لدى مختلف الفئات، حتى الأطفال الذين يتميزون بالحيوية والنشاط في الفترة من العمر، فإن الخمول والكسل طفا على أيامهم، فالجلوس أمام وسائل التكنولوجية لساعات طويلة دون القيام بحركة بسيطة، تحول إلى مرض يهدد صحة الأطفال بالدرجة الأولى.. أظهر الخبر الذي نشرته صحيفة مالطا تايمز أن نسبة كبيرة من الناس يصابون بأمراض تودي بحياتهم نتيجة إحجامهم عن ممارسة التمارين الرياضية، مبينة أن خمس الوفيات في مالطا - التي احتلت المرتبة الأولى - نجمت عن الخمول البدني الذي يشكل عاملا أساسيا في حدوث أمراض القلب التاجية. واعتمدت الدراسة في نتائجها على بيانات منظمة الصحة العالمية التي أوضحت أن نمط حياة (الجلوس على الأريكة) يقتل خمسة ملايين شخص سنويا على مستوى العالم. وعرفت الدراسة الخمول بأنه عدم القيام بأي نوع من النشاطات الثلاثة التالية (30 دقيقة من النشاطات الاعتيادية كالمشي الخفيف لخمس مرات أسبوعيا، أو 20 دقيقة من النشاطات المفعمة بالحيوية لثلاث مرات يوميا، أو دمج كل من النشاطين السابقين). وألقت الدراسة باللوم على العادات الاجتماعية الخاطئة التي كرست ثقافة الاعتماد المفرط على السيارات والجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة الحواسيب. وناشدت الدراسة توجيه الجهود الدولية لتشجيع الناس على ممارسة التمارين الرياضية عبر تحسين الأماكن المخصصة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية. ورفع مستوى الثقافة البدنية في المدارس وتخصيص مساحات رياضية لعامة الناس. ومن جانبها، حضت المتخصصة في التغذية والمعالجة المهنية دانييلا كاسولا الناس على ممارسة التمارين الرياضية اليومية لما لها من فاعلية في تخفيف إمكانية الإصابة بعدة أمراض كالقلب والسكري وارتفاع الضغط الشرياني. مضيفة أننا نقابل يوميا مرضى من الممكن لهم أن يكونوا في حالة صحية أفضل لو أنهم يمارسون الرياضة. وكشفت الدراسة عن أن الخمول البدني كان سببا في وفاة الكثير من البشر في مختلف أنحاء العالم، بسبب خلو حياتهم من أي نشاط بدني. ففي بريطانيا كانت 17 بالمائة من الوفيات بسبب الخمول البدني وفي اليونان 4.2 بالمائة. أما في الولاياتالمتحدة الأميركية فكانت نسبة الوفيات 10.8 بالمائة. وكانت مالطا صاحبة أعلى نسبة في الوفيات الناجمة عن مضاعفات الخمول البدني، حيث بلغت نسبة الوفيات 19.2 بالمائة. وقالت كاسولا: إنه عادة ما يوصى بالمشي لمدة ثلاثين دقيقة لثلاثة أو أربعة أيام أسبوعيا للمرضى. وأضافت أنه خلال فصل الصيف تشكل السباحة بديلا جيدا عن المشي يمكننا من استغلال الفصل الحار. وفي الشأن نفسه قالت مديرة قسم الرعاية الصحية كارمين جاوشي: يجب حدوث المزيد من التعاون بين أصحاب الفعاليات المختلفة لزيادة التسهيلات والفرص للنشاط الجسدي المتزايد والرياضة لكل من الأطفال والراشدين. وأضافت أنه تم عمل الكثير في هذا الخصوص، لكن النتائج تعتمد على من تلقوا رسالتنا التشجيعية. هذا وكانت نتائج الدراسة أشارت إلى تصدر مالطا القائمة بنسبة 72 بالمائة، تلتها سوازيلاند بنسبة 69 بالمائة ثم السعودية بنسبة 68.3 وصربيا بنسبة 68 وبريطانيا بنسبة 63.3. حصد السعوديون المرتبة الثالثة عالميا في الخمول البدني بحصولهم على نسبة قاربت 68.3 بالمائة.