تفاجأ عدد من المصلّين بمسجد (ديار العافية) بالقبّة عقب خروجهم من صلاة الجمعة لنهار أوّل أمس بتحطيم سيّاراتهم، البعض منها تمّ تهشيم زجاجها الأمامي والبعض الآخر هُشّم زجاج أبوابها. أحد من طالتهم أيادي (لصوص الشمس) إن صحّ التعبير كونهم ارتكبوا جريمتهم في حقّ المصلّين في وضح النّهار لم يجد ما يقوله إلاّ التوجّه إلى العليّ القدير بالدعاء (حسبي اللّه ونِعم الوكيل)، فيما راح البعض يقول (نوكّل ربّي على كلّ من حطّم سيّارتي)، فيما قال أحدهم بصوت مرتفع: (هذا جزاء العفو الرئيسي عن المجرمين). جميل جدّا أن نوكل أمرنا إلى اللّه على كلّ من يقوم بعمل باطل ضدنا، لكن الذي يجب أن نقوله عبر هذه الأسطر هو: هل يحقّ لمجرم جرائمه تفوق جرائم سنّه، بل مجموع سنّ عائلته، وزرع العرب في حيّه، بل في المنطقة الذي يسكنها أن يُعفى عنه؟ بل أكثر من ذلك هل يحقّ لمجرم تسبّب في إزهاق الكثير من الأرواح بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبعد قضائه لمدّة ما في سجن ما يتمّ إطلاق سراحه بعفو رئاسي؟ لقد حدّثني صبيحة أوّل أمس زميل لي يعمل سائق حافلة باتجاه بومعطي بالحرّاش بأنه خلال الأيّام الأخيرة تضاعفت الجريمة في موقف الحافلات بحي بومعطي أكثر من أربعة أضعاف، وروى لي زميلي هذا قصّة أغرب من الخيال حتى أنه خيّل لي وكأنني أشاهد فيلما بوليسيا أمريكيا من نوع الخيال. القصّة وكلّ ما فيها أن أحد اللصوص اعتدى على رجل أمام مرأى من زوجته وبناته الثلاث، وتمّ سلب كلّ ما كان يحمله، وحين أراد مقاومة لصوص (الحرام) هدّده أحدهم بخطف إحدى بناته. حدث كلّ هذا أمام أعين الجميع ولا أحد تجرّأ وراح يقول كلمة حقّ في وجه أولاد (الحرام)، تاركين الرجل المسكين يسلّم كل ما كان يحمله في حقيبته للصوص (الحرام) وهو يقول لهم: (هذا واش عندي). نضع ثلاث نقاط ونترك لكم التعليق على حادثة صاحبنا هذا، والتي قد تحدث لكلّ واحد منّا في هذا الزمن الذي افتقدنا فيه إلى الرّجولة.