حفلت الصحف البريطانية بالأخبار الطبية، فقد كتبت إحداها أن السمنة في بريطانيا تفلس إدارة الخدمات الطبية، وقالت أخرى إن مكملات أوميغا-3 يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وأخيرا أيرلندا تجيز قانونا يسمح بالإجهاض. فقد أشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى تحذير مسؤول طبي سابق بمجلس اللوردات من أن وباء السمنة الذي تشكو منه بريطانيا يمكن أن يفلس إدارة الخدمات الصحية الوطنية. وقال المسؤول إن السمنة هي سبب كثير من الحالات المرضية التي تزيد أعباء هذه الخدمة. وأضاف أن وباء السمنة هو أسوأ وباء يبتلي بلاده منذ تسعين سنة لأنه (يقتل الملايين ويكلف الدولة مليارات الدولارات والعلاج مجاني). وتشير أحدث الأرقام الرسمية إلى أن عدد الأطفال الذين يدخلون المستشفى لأسباب متعلقة بالسمنة تضاعف أربع مرات في أقل من عشر سنوات. وقد كشفت الدراسات أن الأمراض التي يسببها النظام الغذائي الهزيل وأسلوب الحياة الذي يميل إلى السكون وعدم الحركة يكلف خدمات الصحة الوطنية البريطانية نحو 9 مليارات دولار سنويا، أكثر من تكاليف علاج الأمراض التي يسببها التدخين أو الخمر. وفي خبر طبي آخر بالصحيفة نفسها أشار باحثون إلى أن الرجال الذين يتناولون مكملات أوميغا-3 لتعزيز صحتهم ربما يعرضون أنفسهم لخطر أكبر للإصابة بسرطان البروستاتا. ومن المعلوم أن الأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميغا-3، الموجودة بطريقة طبيعية في السمن الدسم، يشاد بها كثيرا جدا لخواصها المضادة للالتهابات التي يعتقد أنها تحمي من مجموعة من الأدواء ومنها النوبات القلبية والسكتات الدماغية والتهاب المفاصل وسرطانات متعددة. وأشارت الصحيفة إلى دراسة حديثة كشفت أن الرجال الذين لديهم مستويات عالية من أوميغا-3 في دمهم كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 43% من الذين لديهم تركيزات أقل، في حين أن الأورام العدوانية الأقل شيوعا كانت أكثر ترجيحا بنسبة 71% من أولئك الذين لا يتناولون المكملات. ومن غير الواضح سبب زيادة أوميغا-3 لخطر الإصابة بالمرض لكن العلماء قالوا إن التأثير يمكن أن تكون له علاقة بتحويل الأحماض الدهنية بالجسم إلى مركبات يمكن أن تتلف الخلايا والحمض النووي وتكبت جهاز المناعة. ومن الجدير بالذكر أن نحو 41 ألف شخص في بريطانيا يشخصون سنويا بسرطان البروستاتا ويموت من المرض نحو 11 ألفا. أما صحيفة غارديان فقد أوردت أن البرلمان الأيرلندي أجاز قانونا جديدا يسمح بحقوق محدودة للإجهاض. وسيسمح القانون بالإجهاض فقط عندما تكون حياة المرأة مهددة إذا استمر الحمل أو إذا كانت تميل للانتحار. وعلى الرغم من تهديدات الكرادلة والأساقفة بالعزل الكنسي، فقد فاز رئيس الوزراء الكاثوليكي بأصوات 127 مقابل 31، بعد نقاش مطول في البرلمان. لكن التشريع الجديد لن يوقف طريق الإجهاض السنوي من أيرلندا إلى بريطانيا. إذ وفق أرقام وزارة الصحة الأيرلندية التي نشرت أمس هناك نحو 4000 امرأة أيرلندية سافرت إلى المستشفيات والعيادات البريطانية لإنهاء حملهن العام الماضي، وكان من بينهن 124 امرأة دون سن 18. كما أن القانون الجديد لا يشمل النساء اللائي تعرضن للاغتصاب، بمعنى أن حركة المرور عبر البحر الأيرلندي من أجل الإجهاض ستستمر.