تستقبل كل العائلات شهر رمضان الكريم الذي حل علينا وككل سنة بنية أداء واجب الصيام والتقرب إلى الله بأحسن الأعمال، حيث تنشغل كل الأسر طيلة أيامه المباركة بالتحضيرات اللازمة، في الوقت الذي يصبح فيه المطبخ المركز الأكثر استخداما وخلوة لجميع ربات البيوت، فتجدهن منهمكات في إعداد ما لذ وطاب من الوجبات المتنوعة لسد جوع يوم كامل من الصيام. وفي هذا الشأن ارتأينا أن نسلط الضوء على إحدى الجوانب التي يغفل الحديث عنها وعادة ما يكون المطبخ مسرحا لها، حيث تكثر الحوادث في هذا الشهر لعدة أسباب، سواء كانت خارج المنزل أو داخله، ولعل من بين الأمور الأكثر خطورة التي تجدر بنا الإشارة إليها هو ارتفاع وتيرة الحرائق بشكل عام خلال أيام شهر رمضان المبارك، وبالأخص فيما تعلق بالحرائق المنزلية التي تحدث في ظل إقبال ربات البيوت على استخدام المطبخ لساعات طويلة من أجل إعداد مائدة الإفطار، مما يتسبب في حدوث خسائر وأضرار مادية وقد تتعداها إلى تسجيل خسائر بشرية. من جهتهم تسعى فرق الحماية المدنية بالتنسيق مع الجهات المعنية للوقاية من الحرائق إلى بذل جهودها من أجل تعزيز الجانب الثقافي التوعوي بين الأفراد داخل الأسر، بهدف تأهيلهم للالتزام بقواعد ومعايير الوقاية والأمن والسلامة، وكيفية التعامل الأولي مع الحرائق التي قد تنشب قبيل وصول رجال الحماية المدنية للحد من خسائرها المتنوعة مما ساهم في زيادة نسبة الوعي بين الأفراد من خلال قدراتهم في السيطرة على بعض الحرائق البسيطة. ويتجند رجال الواجب أكثر من العادة خلال هذا الشهر الكريم لتقديم خدمات الإسعاف والإنقاذ باستقبال كافة البلاغات من المواطنين على مدار الساعة وفي أي مكان على هاتف الطوارئ، إضافة إلى استعدادهم الدائم، فهم في عملهم ليسوا كالآخرين، خاصة في هذا الشهر إذ لا يتقيدون لا بمكان ولا بزمان حتى إنهم لا يعرفون أين يمكن أن تحط بهم رحلة الإفطار اليومية أو متى يكون؟، هل يكون إفطارهم بمنازلهم أو في مواقع عملهم، باعتبارهم مجندين لتلبية الواجب والنداء من أجل إسعاف مصاب أو مكافحة حريق. وتتعامل هذه الفرق خلال شهر رمضان المبارك مع العديد من الحوادث والحالات المرضية الناجمة في بعض الأحيان عن تناول أطعمة فاسدة لم تحفظ بشكل صحيح، أو مع إصابات ووفيات ناتجة عن حوادث سير أو حرائق منزلية. وفي إحدى خرجاتنا الميدانية إلى إحدى تلك المراكز بولاية الجزائر العاصمة استطعنا أن نتقرب ونتعرف عن قرب عن عمل هؤلاء وأهم القضايا التي يتم معالجتها يوميا، إذ انقسمت إلى نوعين يمثلان أكثر خطورة، نجد منها حوادث السير والتي تكثر في وقت الذروة وقبل موعد الإفطار، حيث يلجأ الكثير من المواطنين إلى الإفراط في السرعة بغرض الوصول إلى مائدة الإفطار مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على المركبة. أما فيما يخص الحادث الثاني الذي يعتبر نقطة تركيزنا فإنه متعلق بالمنازل التي تعتبر مصدر راحة لكل واحد منا، ولكن قد يحدث ما لا يحمد عقباه نتيجة لحظة تقصير وغفلة منا أو إهمال من قبل الأهل، وخاصة من قبل ربات البيوت واللواتي يقضين معظم أوقاتهن داخل المطبخ لإعداد الطعام دون الأخذ بالإجراءات الوقائية أو السلامة المنزلية من تفقد اسطوانة الغاز والخراطيم، إضافة إلى عدم ترك الطعام على النار والانشغال خارج المطبخ لفترات طويلة، لأن الاستهانة بمثل هذه الأمور تكون سببا في وقوع الحرائق، هذا إلى جانب ترك الأطفال يعبثون بالمواد المشتعلة دون مراقبة، مما ينتج عنه ما لا يحمد عقباه لذا وجب عدم الاستهانة بصغائر الأمور لأن النار من مستصغر الشرر.