من كبار المحدثين الثقات الحفاظ، ممن أثبت حديثه، مات في رمضان، سنة أربع أو خمس وستين ومائة. قال عنه الذهبي: (الإمام، الحافظ، الصدوق، الحجة، أبو بكر، وأبو عبد الله العوذي، المحلمي، البصري)، وقال الحاكم: ثقة حافظ. حدث الحديث عن: الحسن، وأنس بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، ويحيى بن أبي كثير، وأبي جمرة الضبعي، وأبي عمران الجوني، وأبي التياح، وثابت البناني، وعلي بن زيد، وقتادة، وزيد بن أسلم، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وابن جحادة، وشقيق أبي ليث، ومطر الوراق، وخلق. وحدث عنه: سفيان الثوري - مع تقدمه - وابن المبارك، وابن علية، ووكيع، ويزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو علي الحنفي، والمقرئ، وعبد الله بن رجاء الغداني، وأبو نعيم، ومحمد بن سنان العوقي، وأبو الوليد الطيالسي، وعفان، وعمرو بن عاصم، وحبان بن هلال، وحجاج بن منهال، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد، وأبو سلمة التبوذكي، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وسهل بن بكار، ومحمد بن كثير العبدي، وأبو عمر الحوضي، وخلق سواهم. ومن الأحاديث التي رواها ما رواه ابن عساكر قال، أنبأنا أبو روح، أنبأنا تميم، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا أبو عمرو الحيري، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا هدبة، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا أبو جمرة الضبعي، عن أبي بكر، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من صلى البردين، دخل الجنة). قال يزيد بن هارون: كان همام قويا في الحديث. وروى: صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: همام ثبت في كل المشايخ. وعن أبي الوليد، وحبان: أن هماما قال: إني لأستحيي من الله أن أنظر في الكتاب، وأحفظ الحديث لكي أحدث الناس. قال عمرو بن علي: الأثبات من أصحاب قتادة: سعيد، وهشام، وشعبة، وهمام. قال عبد الله بن المبارك: همام ثبت في قتادة. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن همام، وأبان، قال: همام أحب إلي ما حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه، تقاربا في الحفظ والغلط. قال عفان: عن همام: إذا رأيتم في حديثي لحنا، فقوموه، فإن قتادة كان لا يلحن. قال الحافظ عبد الله بن عدي: وهمام أشهر وأصدق من أن يذكر له حديث، وأحاديثه مستقيمة عن قتادة، وهو مقدم في يحيى بن أبي كثير. وذكر البخاري في (التاريخ الكبير): (قال موسى، قال همام - بن يحيى -: لا تخاف فإني لا أدلس). قال التبوذكي: سمعت همامًا يقول: ما من أعمال البر شيء إلا وأنا أرجو أن أريد به الله تعالى إلا هذا الحديث. وروى: البخاري، عن محمد بن محبوب: وفاته في سنة ثلاث وستين ومائة. وقال ابن حبان: مات في رمضان، سنة أربع وستين. وقال شريح بن النعمان: قدمت البصرة سنة أربع أو خمس وستين - شك - فقيل لي: مات همام منذ جمعة أو جمعتين.