أثبتت الإدارة الجزائرية مرّة أخرى أن حرّية التعبير في الجزائر مازالت بعيدة كلّ البعد عن الواقع والكلام عنها مجرّد شعارات وفقاعات. ففي وقت يناضل فيه السياسيون لاكتساب المزيد من الحرّيات في المجال السياسي الذي يبقى مجالا صعبا ومعقّدا لعدّة أسباب، لكن كيف يمكن تفسير قمع الرّأي حتى في المجال الرياضي؟ فآخر الأخبار تفيد بأن المدرّب الفرنسي لاتحاد العاصمة رولان كوربيس تمّ استدعاؤه للمجلس التأديبي على خلفية تصريحاته الأخيرة أين انتقد الفديرالية في قضية عقوبة بن موسى. في الحقيقة المتمعّن لتصريحات كوربيس يدرك أنها تصريحات منطقية إلى أبعد الحدود، فلا يمكن أن نعاقب النّادي لأن لاعبه أخطأ في حقّ المنتخب، فهل ستعاقب نوادي فغولي أو تايدار أو أيّ لاعب محترف آخر إن أخطأ في المنتخب؟ الجواب أكيد لا... لكن المؤلم هو عندما تجد من الصحفيين من يبرّرون مثل هذه العقوبات متحجّجين بكون كوربيس أجنبي، وتجد حتى من يتكلّم عن الوطنية وهيبة الدولة وإلى غير ذلك من الكلام الفارغ، وهنا أتساءل هل تقبل أنت كجزائري عادي أو مدرّب جزائري أو حتى كصحفي عندما تخرج إلى الخارج أن تعمل مذلولا دون أن يكون لك الحقّ في الكلام؟ فقبل كلّ شى كوربيس يدافع عن فريقه الذي يدفع له الملايين، وهذا من حقّه مادام أن تصريحاته لم تكن فيها إهانة لأحد. يذكر أن كوربيس كان قد استدعي من قِبل المجلس التأديبي للرّابطة الوطنية حين انتقد البرمجة الموسم الماضي. ففي مثل هذه الظروف من الصعب أن يجد المدرّبون ضالّتهم في وقت بدأت فيه بطولتنا تستقطب بعض الأسماء ك (كوربيس) ولومير، فكان من الضروري أن نسهّل عملهم لاستقطاب أسماء ثقيلة أخرى وقبل كلّ شيء تلميع صورة البطولة الوطنية، ممّا قد يساهم في الرّفع من مستوى الكرة الجزائرية. لكن على ما يبدو أن صراحة المدرّب الفرنسي تزعج كثيرا مسؤولي الفديرالية وعلى رأسهم روراوة الذي يبدو أنه مصاب هو الآخر بمرض الزعامة شأن كلّ المسؤولين العرب، ممّا يؤدّي إلى ديكتاتوريتهم ومعاقبة كلّ من يخالفهم الرّأي.