بالرغم من نعمة القرآن التي أنعمنا بها الله عز وجل، لكن للأسف والحق يقال لم نعرف كعرب بدون استثناء هاته النعمة والتي لن نجدها في أي كتاب عرفته البشرية، فهو كتاب جامع شامل لكل مقومات الحياة، ودليل البشرية لكل زمان... قرأت ذات يوم مقالا لأحد المفكرين الألمان في مجلة عربية تصدر بدولة عربي(لو تمعن العرب بما جاء في تعاليم القرآن الكريم لما كان اليوم العرب في دائرة التخلف، بل لما كانت هناك دويلات عربية يفوق عددها عن العشرية دولة، بل لما شهد العرب قتالا وتناحرا فيما بينهم). لكن الذي شدني في ختام كلام المستشرق الألماني تساؤله (لماذا لا يقرأ العرب القرآن الكريم، ولماذا لا يبالون بما جاء في آياته من تعاليم دينية فقوة الغرب استمدت من تعاليم القرآن الكريم). سبحان الله، بالرغم من القنبلة التي فجرها المستشرق الغربي في صحيفة عربية، إلا أن شظاياها لم تصب للأسف حتى مدير هاته الصحيفة، ومر كلام المستشرق الألماني مرور الكرام. تمنيت أن يكتب مدير تحرير هاته الصحيفة تعقيبا على ماجاء على لسان المستشرق الألماني، لكن انتظاري طال وطال، ولم يتجرأ لا مدير هاته الصحيفة ولا أحد صحفييها، بل أكثر من ذلك هل وجدتم ذات يوم مقالا في جريدة عربية عن اعترافات المستشرقين عن (لب) القرآن الكريم وماجاءت به الدعوة المحمدية قبل 14 قرنا من الآن، والتي غيرت مجرى تاريخ البشرية. قد يقول قائل نعم هناك الكثير من المؤلفات التي راح أصحابها يغوصون في عمق الرسالة المحمدية ومعاني القرآن الكريم، أقول لهؤلاء: هاته المؤلفات بل حتى القرآن الكريم بحد ذاته، بات عند الكثيرين أشبه بكتاب نضعه في إحدى رفوف البيت وقد لا نعود إليه إلا بعد حلول الشهر الكريم، بل هناك من لا يمس الكتاب الكريم إطلاقا وكان بهم غير متطهرين... ترى لماذا أهملنا أعز كتاب وهبنا إياه الله عز وجل؟ لماذا لا نتمعن في كلماته جيدا؟ لماذا يقرأ البعض القليل جدا ما جاء في القرآن الكريم، دون التمعن في حقيقة كلام الله؟...