حلت الموسيقى الأندلسية والفلامنكو كضيف شرف في سهرة رمضانية بوهران بمناسبة حفل نشطته فرقة الجمعية المحلية (نسيم الأندلس) رافقها العازف على القيتار الإسباني خاقوبا سنتوس. وشهدت هذه التظاهرة الفنية التي أقيمت مجانا في الهواء الطلق حضور جمهور غفير توافد إلى معهد تنمية الموارد البشرية بحي (المنزه) (كانستيل سابقا) وذلك في إطار السهرات الثقافية المبرمجة من قبل هذه المؤسسة التكوينية خلال شهر رمضان الكريم. ويرمي هذا الحدث الثقافي الذي انتظم بالشراكة مع المعهد الثقافي الإسباني (سرفنتاس) لوهران إلى (إبراز مدى تأثير مزج الطابع الأندلسي بالفلامنكو كونهما نوعين موسيقيين بجذور مشتركة وراسخين في التراث الموسيقي المتوسطي حسبما أشار إليه المنظمون. وأتاح الحفل لمحبي الموسيقى التعرف على نغمات تزاوج فيها هذين الطابعين الموسيقيين اللذين يستوحيان من بعضهما البعض وفق السيد كمال بن منصور رئيس جمعية (نسيم الأندلس). كما ذكر ذات المتحدث بأن الموسيقى الأندلسية تضم عدة خامات شعرية مميزة للمدراس الجزائرية الثلاث الكبرى للجزائر العاصمة وقسنطينة وتلمسان حيث تنتمي (نسيم الأندلس) إلى الثالثة. و(يوجد نقاط تشابه أكثر من نقاط الاختلاف بين أساليب هذه المدارس الكبرى حيث تختلف الخصوصيات أساسا في الإيقاع)، يضيف بن منصور الذي أكد على ضرورة ترقية تكوين المواهب الشابة في هذا المجال. يذكر أن جمعية (نسيم الأندلس) التي تأسست في 1968 من قبل فنانين شباب على غرار الإخوة يحيى-الغول وبلقاسم من المعهد الموسيقي البلدي لوهران قامت بتكوين زهاء 7 آلاف موسيقي ونشرت عدة مؤلفات ذات طابع تعليمي وتاريخي حول الموسيقى الأندلسية حسب المصدر. وحضر هذا اللقاء خافيير غالفان مسؤول بالأمانة العامة لمعهد (سرفنتاس) بمدريد (إسبانيا) الذي أوضح من جهته أن هذه التظاهرة الفنية تعتبر (رمزا قويا لنوعية التعاون الثقافي الجزائري الإسباني). وأشار إلى أن (التقاء الموسيقى الأندلسية والفلامنكو يعد ثمرة ثراء تراثيا مشتركا بين البلدين اللذان لديهما عدة صفحات تاريخية متقاسمة ويعرف التعاون الثقافي على غرار الشراكة الاقتصادية تطورا متزايدا). وتم تنظيم هذه السهرة الفنية بدعم في إطار السبنسور من مؤسسات جزائرية وإسبانية منها المؤسسة الفندقية (باست واسترن ليبارتي) المتواجد بشرق وهران ومجموعة (أغبار) شريك شركة المياه والتطهير لوهران (سيور).