تطور قطاع التعليم الجامعي ببجاية بشكل ملحوظ، فأصبحت جامعة بجاية فضاء للعلم والمعرفة، وهي تحاول أن تفرض نفسها على أرض الواقع لتكون القاطرة المحركة للمجتمع في مختلف الميادين، فبعد أن كانت مجرد معهد جامعي منذ سنة 1983 ويزاول فيه سوى 600 طالب تحولت بعد 10 سنوات إلى قطب جامعي يزاول فيها حاليا 43000 طالب في مختلف التخصصات، والدليل أن إدارة الجامعة في السنوات الأخيرة أبرمت العديد من الاتفاقيات الثنائية مع العديد من الجامعات الأوروبية وخاصة الفرنسية منها، مما ساهم في تطوير البحث العلمي وتبادل التجارب والخبرات، و تمكنت الجامعة بالانفتاح على الساحة العلمية العالمية فكان للباحثين الجزائريين دور هام في الكتابة العلمية والنشرات التي أصبحت تنشر في العديد من المنشورات العلمية العالمية، وهو ما أكسب الثقة للجامعة الجزائرية في المحافل الدولية وبين كبريات المؤسسات العلمية العالمية، وقد استفادت الجامعة في السنتين الأخيرتين من هياكل بيداغوجية جديدة ومرافق عديدة، وإقامات للطلبة ذات الطراز العالي في كل من منطقة إرياحن، بلديتي القصر وأميزور، وهذه الوضعية ورغم بعض النقائص التي ترفع من حين لآخر إلا أن طلبة جامعة بجاية محظوظون جدا بفضل الخدمات المتوفرة لهم سواء في الإطعام أو الإقامة أو في التعامل اليومي في الجانب البيداغوجي والدراسي، وتسهر الإدارة على مواصلة الدرب لخدمة الطلبة وتمكينهم للتفرغ للدراسة فقط، والاهتمام بالجانب المعرفي والعلمي الذي يساعدهم على التحصيل من جهة ورفع مستواهم، وبهدف استثمار البحث العلمي في ميدان الاقتصاد والصناعة سارعت إدارة الجامعة إلى توقيع إتفاقيات عديدة مع قطاعي العالم والخاص، تتضمن الاستعانة بالخبرات والكفاءات العلمية التي تكونها الجامعة ومن باحثين وأساتذة، قصد تطوير وسائل التصنيع والإنتاج وحل المشاكل التي تعاني بعض القطاعات، مع إمكانية منح فرص حقيقية لخرجي الجامعة للاستفادة من التطبيق الميداني، فكلها خلقت حوافز إيجابية لكل المهتمين بهذا الموضوع سواء الطلبة الباحثين أو رؤساء المؤسسات الاقتصادية، الذين عبروا عن رضاهم لمثل هذا التعاون القائم مع مؤسسة الجامعة المتخصصة في البحث العلمي، ولعل من بين الأمثلة الواقعية التعاون الأكيد بين المؤسسة الإستشفائية الجامعية خليل عمران ومعهد العلوم الطبية لبجاية، حيث أن القطاع الصحي استفاد كثيرا من خدمات الأخصائيين والممارسين ذوي المستوى العالي بدرجة بروفيسور في تطوير الخدمات الصحية بالولاية، فأسندت مسؤولية المصالح الطبية في المستشفى الجامعي لأساتذة الطب، وهو الأمر الذي ساهم إيجابا في تحسين الخدمات من جهة وتأطير الإطار البشري وأيضا التقليل من معاناة المرضى، حيث أصبح المستشفى خليل عمران يتطور يوما بعد يوم بفضل الإنجازات الطبية التي يقوم بها الإطارات المتخصصة، حيث أجريت عمليات جراحية دقيقة للأعصاب للأطفال الصغار وتكللت بالنجاح، وهي عمليات كانت تجرى في الخارج وبالعملة الصعبة. وفي نفس السياق أجرى البروفيسور قارة اختصاصي عفي جراحة العظام، عملية استئصال ورم سرطاني من عظم كتف مريض، مع معالجته بطريقة ذكية وحديثة جعلت المريض يحافظ على حركة اليد وحيويته دون أن تتأثر باقي الأعضاء.