فيما حذّر ماكين من رفض ضرب سوريا جدل أمريكي بشأن حدود التفويض المطلوب من الكونغرس اعتبر مشروعون أمريكيون أن التفويض الذي طلبه الرئيس باراك أوباما باستخدام القوة العسكرية في سوريا فضفاض، في حين حذّر السناتور الجمهوري جون ماكين من أن رفض الكونغرس التفويض سيكون كارثة. فقد بدأ المشرّعون الأمريكيون العمل على إعداد نسختهم من مشروع قانون للتفويض باستخدام القوة العسكرية في سوريا في ظل تخوفهم من أن يفتح المشروع الذي أعدّه الرئيس أوباما الباب أمام إمكانية استخدام القوات البرّية أو شن هجمات على دول أخرى. وقال مسؤول في الحكومة الأمريكية إن البيت الأبيض مستعد لإعادة صياغة المشروع لتهدئة مخاوف المشرعين، وأضاف أن الحكومة مستعدة لإجراء تعديلات (في إطار الضوابط التي شرحها الرئيس من قبل). ويتضمّن الاقتراح الأولي لأوباما الذي أصدره البيت الأبيض السبت الماضي تفويض الرئيس باستخدام القوات المسلحة (بما يراه ضروريا ومناسبا فيما يتصل باستخدام أسلحة كيميائية أو أسلحة دمار شمال أخرى في الصراع السوري). ومن الواضح أن الاقتراح يسمح أيضا باتخاذ إجراء عسكري للحيلولة دون نقل هذه الأسلحة من سوريا وإليها. ومع أن التفويض يركز على استخدام أسلحة كيميائية ضد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام في البلاد، إلا أنه لم يحدد إطارا زمنيا لأي عمل عسكري أو يقصره على سوريا، ولم يحتو على قيود أخرى كافية بصورة واضحة لإرضاء الكثير من المشرعين الأمريكيين. وقال مساعد في مجلس الشيوخ الأمريكي إن السناتور الديمقراطي روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وهاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس تباحثا بخصوص نص النسخة المعدلة من مشروع التفويض التي يعدها مجلس الشيوخ. وقد تبدأ اللجنة مناقشة نسخة مجلس الشيوخ من المشروع اليوم الأربعاء لطرحه على المجلس بكامل أعضائه لمناقشته الأسبوع المقبل. ومن المقرّر أن يعود مجلسا النواب والشيوخ من عطلتهما الصيفية يوم التاسع من سبتمبر المقبل وينبغي أن يوافق المجلسان على التفويض، ولم يتضح ما إذا كانت حكومة أوباما تضمن كسب أصوات كافية للموافقة عليه. وقال النائب جيمس مكغفرن الديمقراطي عن ماساشوستس (مشروع القرار الذي يقدمونه الآن واسع جدا، وأعتقد أن من يتعاطفون مع الحكومة الأمريكية قد يجدون صعوبة في كسب التأييد له). وقال السناتور روي بلانت الجمهوري عن ميسوري للصحفيين بعد إفادة سرية استمرت ثلاث ساعات للمشرعين (التفويض الواسع الذي طلبه الرئيس يثير الكثير من القلق في نفسي وعند الآخرين)، وأضاف قوله (أعتقد أنه سيتمّ تقليص هذا التفويض الأسبوع المقبل). وقال بعض المحلّلين القانونيين إن طلب أوباما التفويض باستخدام القوة العسكرية قد يفسح المجال أمام اتخاذ إجراء عسكري ضد دول أخرى غير سوريا إذا اعتبر أنها على صلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ورغم تأكيد البيت الأبيض المتكرر على أن العمل العسكري الأمريكي في سوريا لن يتضمّن (قوات برّية) يريد الكثير من المشرعين أن ينص التفويض على عدم إرسال قوات أمريكية إلى سوريا. وقال معظم المشرعين إنه إذا اتّخذ أيّ إجراء عسكري فإنه يجب أن يقتصر على الضربات الصاروخية في الأراضي السورية أو تقديم مساعدات للمعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد. في هذه الأثناء قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين إن تصويت الكونغرس برفض طلب الرئيس باراك أوباما الموافقة على قرار يجيز استخدام القوة في سوريا سيكون (كارثيا). وقال ماكين بعد اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض إن (تصويت الكونغرس ضد القرار سيكون في رأيي كارثيا. هذا الأمر من شأنه المساس بصدقية الولاياتالمتحدة والرئيس الأمريكي، لا أحد يتمنى ذلك). من جهة أخرى، شارك وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان جون كيري وشاك هيغل أمس الثلاثاء في جلسة استماع برلمانية في مجلس الشيوخ الأمريكي للدفاع عن القيام بتدخل عسكري في سوريا. وصرّح مصدر في مجلس الشيوخ بأن المسؤولين قدما شهادتهما أمام لجنة الشؤون الخارجية التي سيشارك فيها أيضا رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي.