ترافق عيد الأضحى المبارك مجموعة من العادات والتقاليد تلتزم على إتيانها الأسر منها ما يتعلق بالكبش ومنها بعض الطقوس التي تحولت إلى أعراف ملزمة حتى بعد نحر الأضحية، حيث تخلق مناسبة عيد الأضحى المبارك أجواء مميزة على مستوى البيوت الجزائرية تبدأ قبيل العيد وتستمر إلى ما بعد النحر منها ما يخص الأطباق ومنها ما تتفرع إلى عادات أخرى لا تخرج عنها الأسر حتى اتخذت البعض منها منحى الخرافات لكن التزمت بها العائلات من باب المحافظة على التقاليد العريقة. نسيمة خباجة فأجواء عيد الأضحى المبارك تبدأ أياما قبل العيد يميزها الحضور المكثف للكباش على مستوى الأحياء والشرفات، حيث تكون موصولة بحبال متنوعة الألوان وتتفاعل جل الأسر مع حضور الكبش كونه الطريق الذي سوف تطبق به السنة المؤكدة لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما أقدم على ذبح ابنه اسماعيل قربانا لله تعالى ففداه الله بذبح عظيم، حيث وبعد دخول الكبش إلى البيت تتسارع النسوة إلى وضع الحناء على مقدمة رأسه من باب الفأل الحسن وهناك من تبتغي وضع جزء منها على صوفه (الهيدورة) لتزيين جلده، وعلى الرغم من تلاشي استعمالها هناك من النسوة من لازالت تلتزم بها في البيوت، دون أن ننسى استعداد النسوة من قبل بتحضير السكاكين ومختلف الآلات المستعملة في عملية النحر وتجهيز المطبخ بكل ما هو ضروري ويمكث الكبش لأيام معدودات على مستوى الأسر لا تتعدى أربعة أيام لاجتناب اتساخ البيت بإفرازات الكبش وبعد تلك المراحل التي تسبق العيد، يحل يوم العيد وتتم عملية النحر التي تلازمها هي الأخرى بعض العادات والتقاليد حتى منها ما اتخذت منحا خرافيا على مستوى بعض المناطق والقرى والمداشر وراحت النسوة تتناقلنها فيما بينهن على نحو ملزم. اقتربنا من بعض النسوة لرصد بعض العادات التي يتبعنها على مستوى أسرهن قبل العيد وخلال النحر فسردن علينا بعضها، منهن الحاجة وردية التي قالت إن عيد الأضحى المبارك تميزه الكثير من العادات والتقاليد منذ زمن على مستوى أغلب الأسر الجزائرية التي تتحد في بعض الأعراف، على غرار وضع الحناء على رأس الكبش كعادة حميدة لجلب الفال الحسن ومنها حتى من تزين قرونه بالحاشية ذات اللون الوردي لأخذ صور فوتوغرافية مع الأطفال تبقى ذكرى لهم، أما عن بعض الجوانب الخرافية فقالت إن بعض النسوة كن أثناء عملية النحر خاصة في بلاد القبائل يمررن جزءا من الدم على رقبة البنات العازبات للتعجيل بزواجهن على أن يغسل ذلك الدم الناجم عن الذبح بعد صلاة الظهر من يوم العيد، وكانت البنات خاصة في البوادي يهتدين إلى تلك الطريقة لتعجيل النصيب وغيرها من العادات والطقوس الأخرى، على غرار أكل اللسان من طرف الطفل الذي تأخر عن النطق ويعاني صعوبة في التكلم وختمت بالقول إنها كلها عادات تعبر عن فرحة الكل بتلك السنة الحميدة وهي بعيدة عن مظاهر الشرك والشعوذة والعياذ بالله. فهي طقوس حميدة اعتاد سلفنا الصالح القيام بها لخلق أجواء رائعة مصاحبة لمناسبة العيد السعيد.