يختلف مشوار النساء مسيرات المؤسسات من حالة إلى أخرى غير أنه تجمعن في تفسير سر نجاحهن ثلاثة عوامل: الكثير من العمل والجدية والمثابرة على وجه الخصوص، وقد كان لهن نفس الرد تقريبا مؤخرا خلال ملتقى جهوي عقد بوهران حول المقاولاتية النسوية، حيث أكدن أن سر النجاح يكمن في العمل والجدية والمثابرة. استطاعت العديد من النساء اثبات حضورهن الفاعل في ميدان تسيير المؤسسات، بحيث لم تعد تنافس الرجال فقط بل تفوقت العديد من سيدات الأعمال الجزائريات على الرجال في ميدان التسيير الإداري وفي شتى المشاريع الكبرى، وفي هذا السياق أوضحت السيدة كاهية ثاني سميرة وهي طبيبة أخصائية في علم الأمراض أن المثابرة تعد أحسن كلمة يمكن استخدامها لتعريف مسيرتها كصاحبة مشروع التي لم تكن سهلة. وأضافت قائلة (نحن لسنا معرضات للأحكام المسبقة من جانب المجتمع ككل فحسب ولكن الإدارة لم تسهل لنا الأمر. فالبطء الإداري والبيروقراطي يعيقنا في بعض الأحيان ومع ذلك لا نيأس أبدا فعلى العكس من ذلك نستمر في العمل كل مرة دون تراجع). واعتبرت نفس المتحدثة أن المرأة تحاول حاليا تبوأ مكان أكبر في المجتمع الجزائري من خلال إنشاء المؤسسات ومناصب العمل، لافتة إلى أهمية (إظهار أن للمرأة الجزائرية القدرة على التسيير والابتكار والإبداع ومع الكثير من المثابرة والجدية والعمل يمكنها تحقيق إنجازات كبيرة مثلها مثل الرجل تماما وفي بعض الأحيان أفضل منه). ولدى تطرقها إلى مشاريعها ذكرت أنها تعكف حاليا على تجسيد العديد منها أهمها إنشاء عيادة للتشخيص وهي حاليا قيد الإنجاز بوهران وستضم عدة تخصصات على غرار البيولوجيا والأشعة وعلم الأمراض والطب الباطني ولا سيما السرطان. وأفادت بأن إنجاز هذا المرفق الذي سيدخل الخدمة في آجال 24 شهرا يندرج في إطار مشروع شارع العيادات الذي اعتمدته ولاية وهران ويشمل إجمالا 13 عيادة وفق السيدة كاهية ثاني. وأبرزت أن مؤسستها تشرف على تجسيد مشروع آخر يخص قرية سياحية ببلقايد يضم 50 فيلا سياحية وفندق كبير ذو أربع نجوم. وقد تم إتمام الأشغال الكبرى الخاصة بالفيلات بنسبة 100 بالمائة، في حين سيشرع في أشغال الفندق قريبا. ومن جهتها ترى الآنسة مناع رشيدة وهي معوقة ومسيرة ورئيسة فرع الربط في مؤسسة أنه ليس من السهل لأية امرأة الوصول إلى مناصب المسؤولية بالجزائر و(لكن ليس ذلك بالمستحيل إذا ثابرت وفرضت نفسها). (بصفتنا أعضاء جمعية الجزائريات المسيرات وسيدات الأعمال فإن هدفنا يكمن في طرح هذه الإشكالية المتعلقة بالوصول إلى مناصب المسؤولية وتطوير القطاع الخاص من خلال إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كون النساء هن فاعلات لا غنى عنهن في التنمية الاقتصادية للبلاد)، تضيف الآنسة مناع. وبالنسبة للسيدة بن عطية فادية وهي رئيسة مؤسسة ومسيرة لمركزين للياقة البدنية فإن الإرادة والعمل وروح الإبداع تشكل مفتاح نجاحها. (في البداية فتحت مركزا للتجميل والحلاقة بحي إيسطو ولكن سرعان ما أدركت أنني لا أتميز عن الآخرين لهذا فكرت بتنويع عروضي. سافرت إلي أوروبا وأمريكا وآسيا بغية اكتشاف التوجهات الجديدة في هذا المجال وبعدها قمت بالكثير من البحوث والدورات التكوينية وآخيرا نجحت في الإلمام بعالم التجميل) تضيف السيدة بن عطية. واستطردت (وبالفعل تحول مركز التجميل إلى مركز للياقة البدنية يقدم العديد من الأنشطة مثل التمارين الرياضية واللياقة البدنية والزومبا الذي يعد مزيجا من الرقص والتمارين الرياضية وكذا الرقص للفتيات والفنون القتالية للذكور). وأوضحت قائلة (لقد قمنا بإنشاء مسبح لتعليم الأطفال السباحة وتقديم تمارين رياضية في الماء للسيدات وحركات الجمباز ما قبل الولادة للنساء الحوامل بغية تسهيل الولادة). ويقترح المركز أيضا حصصا للتخفيف من الوزن بالموجات فوق الصوتية والأشعة تحت الحمراء والتدليك وإسمرار البشرة باستعمال أجهزة متطورة. ووفقا لنفس المتحدثة فإنه قد تم فتح مركز مماثل ثانٍ مؤخرا بحي (البدر).