لم يجد بعض المنتسبين إلى مهنة الإعلام في الجزائر أدنى حرج في شحذ سكاكينهم، وإطلاق العنان لأحقادهم، وشن حملة شرسة، يمكن وصفها بالقذرة، على مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم وحيد حليلوزيتش، عشية مباراة الفصل المؤهلة لمونديال البرازيل. وتفاجأ كثيرٌ من قراء بعض الصحف المتخصصة وغير المتخصصة، وهي تسعى للوقيعة بين الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة والمسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني، المدرب وحيد خليلوزيتش، رغم أن (الخضر) مقبلون على أهم مباراة في مشوارهم منذ تعيين البوسني. واستغلت جهات مشبوهة الكلام الذي قاله حليلوزيتش في الندوة الصحفية التي عقدها يوم الجمعة 15 نوفمبر 2013 لتغذية حملتها الخطيرة التي تنذر بزعزعة استقرار المنتخب الوطني قبل موقعة تشاكر، حين زعمت أن روراوة غاضب جدا من (تطاول) مدرب (الخضر) على هيئتي الكاف والفيفا، لأن هجومه على التحكيم الإفريقي، هو في تقديرها هجوم على هيئتين يعد (الحاج روراوة) عضوا بارزا بهما، وبالتالي يكون الناخب الوطني قد أحرج على حد زعم تلك الجهات (الحاج) مع كل من عيسى حياتو (مول الكاف) وجوزيف بلاتير رئيس الفيفا. وبينما راحت تلك الجهات المتكئة على وسائل إعلام من الوزن الثقيل تستثمر في صمت الفاف ومسؤولها الأول روراوة، بدأ الشك يتسلل لقطاع من الجماهير التي كادت أن تصدق الفرضية التي راجت حول غضب هذا الأخير، وحول كون لقاء بوركينافاسو سيكون الأخير لخليلوزيتش مهما كانت نتيجته. وجاءت الندوة الصحفية التي عقدها رئيس الاتحادية الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، يوم الأحد، لتشكل صفعة مدوية في وجه (الخلاطين)، حين دافع عن مدرب (الخضر) وقال أن من حقه انتقاد الحكام، وأن انتقاد الحكام لا يعني بالضرورة الهجوم على الكاف والفيفا. وسواء كان روراوة صادقا في دفاعه عن خليلوزتيش أو (مضطرا) بسبب حساسية الظرف، فإنه لقن (أهل التخلاط) درسا مفاده أنه من العار أن تسعى لزعزعة استقرار منتخب بلادك والتهجم بتلك الطريقة على مدربه قبل ساعات من مباراة مؤهلة إلى كأس العالم.. وبالتوفيق لمنتخب كل الجزائريين.