تجسدت مقولة ( المعدة بيت الداء)، في الآونة الأخيرة بشكل كبير على أرض الواقع، فلقد ظاهرت أمراض خطيرة وتضاعفت بشكل خطير بين مختلف أفراد المجتمع حتى صغار السن منهم، فالأمراض المزمنة أصبحت تحاصر 18 مليون جزائري ، من ضمنهم أزيد من ثلاثة ملايين شخص وقع ضحية السكري، والسبب حسب المختصين يعود بالدرجة الأولى للنظام الغذائي المتبع من طرف الأفراد، فالنظام الغذائي السليم من شأنه حسبه ضمان صحة جيدة والوقاية من الوقوع فريسة هذه الأخطار التي تؤدي في الغالب إلى الهلاك.. قسم المجتمع صرح اختصاصي في الطب الداخلي خلال اختتام أشغال اللقاء الدولي حول الأمراض المزمنة غير المعدية بأن أفضل طريقة للحفاظ على الصحة هي (اتباع نظام غذائي مشابه لذلك الذي يتبعه مرضى السكري و ليس العكس).، و اعتبر البروفيسور عز الدين بلحاج مصطفى مدير مخبر الطب الوقائي للأمراض المزمنة المبادر لهذا الملتقى أنه (يستحب تقاسم هذا النهج من طرف جميع الشركاء المعنيين من قريب أو من بعيد بالتكفل بالأمراض المزمنة غير المعدية). وأكد ذات الطبيب الأختصاصي أن انخراط الباحثين الجامعيين والسلطات العمومية والمجتمع المدني والمرضى وعائلاتهم يعد أمرا (أكثر من هام وهذا من أجل التمكن من تطبيق هذا المسعى متعدد التخصصات والخاص بالتحسيس والوقاية وهو المسعى الذي التزم به الأطباء المتخصصون في معالجة مثل هذه الأمراض). ومن جهته تطرق البروفيسور أعمر بوقربة من المركز الاستشفائي الجامعي لقسنطينة في مداخلته إلى إمكانية منع الإصابة بهذه الأمراض المزمنة عن طريق التغذية. وأفاد في هذا السياق بأن العودة إلى نمطنا الغذائي (الحيوي والصحي والخالي من أي عناصر كيميائية اصطناعية) ستساهم بشكل كبير في الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية حيث أنه من واجب الجميع و لاسيما السلطات العمومية المساهمة في تنشيط حملات تحسيسية للمواطنين حول هذا الموضوع. ومن جهة أخرى تمحورت مداخلة البروفيسور رشيد مالك رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمركز الاستشفائي الجامعي لسطيف ورئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي حول (مدى التحكم في وزن مريض السكري من النوع 2). وأوضح أن معدل الإصابة بداء السكري لاسيما النوع 2 الذي يمثل 90 بالمائة من الأشخاص المصابين بهذا الداء الصامت يتطلب وضع إستراتيجية وقائية أولية وتحسيسية تستهدف الأشخاص المعرضين لهذا الداء. وتشكل الزيادة في الوزن والتغذية غير العقلانية وأيضا إصابة فرد من العائلة في وقت سابق بداء السكري العوامل التي تسبق الإصابة بهذا الداء والتي يتعين أخذها بعين الاعتبار يضيف نفس المصدر. أثبتت الدراسات المختلفة أن تغيير نمط الحياة له تأثير كبير في منع ظهور النوع الثاني من السكري. وتبين استناداً إلى دراستين كبيرتين، هما دراسة الوقاية من السكري الفنلندية وبرنامج الوقاية من السكري، أن اتباع نظام حمية يعتمد على تناول وجبة منخفضة السعرات الحرارية مع تقليل كمية الدهون وممارسة نشاط رياضي معتدل بمقدار لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع أسفر عن انخفاض عدد الأشخاص الذين انتقلوا من مرحلة ما قبل السكري إلى مرض السكري بنسبة 58 بالمئة على مدى أربع سنوات، حتى عندما كان فقدان الوزن معتدلا. لذلك فإن الإحاطة بصورة أفضل بالعوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى مرحلة ما قبل السكري، بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحي هي الخطوات الأولى التي ستقود إلى تحقيق فارق كبير على الصحة وعلى نوعية الحياة. وقد أعلن الإتحاد الدولي للسكري أنه من الممكن الوقاية من مرض السكري من النوع 2 بنسبة 58% عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني. إن العامل الرئيسي للحد من الإصابة بمرض السكري من النوع 2، حتى لدى الناس المعرضين وراثياً للإصابة بهذا المرض، يكمن في المحافظة على الوزن الطبيعي وممارسة التمارين الرياضية باستمرار. وتكمن أهمية ممارسة التمارين الرياضية ليس فقط لفقدان الوزن، بل أيضاً للمحافظة على نمط حياة صحية يحتوي على تمارين عادية أو متوسطة إلى جانب الغذاء المتوازن. وتتبع حملة تنظيم السكري التي ينظمها مركز امبريال كوليدج لندن للسكري نهجاً في تنظيم مرض السكري وعلاجه يتيح أعلى مستويات العناية بالمرضى عن طريق تدريبهم على نمط الحياة المناسب لمعالجة المضاعفات الخطيرة التي غالبا ما ترتبط بالمرض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.