خلفت التقلبات والاضطرابات الجوية التي عرفتها العاصمة مؤخرا، أضرار كبيرة وصلت الى حد انهيار أجزاء من السكنات سيما بالبيوت القصديرية على غرار شارع 19 مسعود خياط بعين الزوجة ببلدية الابيار بالعاصمة والذي شهد نهاية الأسبوع تساقط أجزاء منها بسبب انهيار جبلي مما زرع الرعب والهلع أوساط القاطنين استدعت تدخل الحماية المدنية والأمن. تسبب الانهيار الجبلي في سقوط بعض الأسقف على رؤوس السكان متسببا في إصابة السيدة بولخراس بجروح متفاوتة الخطورة مما استدعى تدخل سيارة التضامن الطب الاجتماعي ونقلها على جناح السرعة ل قليسين أول أمس على لساعة الثانية والنصف مساءا، وبعد الإسعافات الأولية تم نقلها إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث مكثت ثلاث أيام وأحدثت الواقعة هلعا كبيرا في أوساط السكان الذين أعربوا عن مدى استيائهم للوضعية الكارثية التي يعشونها منذ أزيد من نصف قرن يواجهون كل أنواع الذل والمهانة بالإضافة إلى خطر الانزلاق الذي يهدد حياتهم في أي لحظة، ورغم خروجهم في العديد من المناسبات احتجاجا على سياسة التهميش والظلم المتواصل المفروض من طرف السلطات المحلية التي صرحت علنا في لقاء سابق مع السكان عن عدم قدرتها على مساعدتهم وإنقاذهم من هذه الجحور التي يسكنون بها في ظل انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم، إلا أن صراخ واستغاثة هذه العائلات كتمت في مكانها بسبب التدخل الكثيف للأمن الخاص بمكافحة الشغب، والذي حاصر المنطقة حتى قبل بداية الاحتجاج، فقوات الأمن منعت المحتجين حتى الاعتصام سلميا لإيصال صرختهم للسلطات العليا في البلاد، بسبب حساسية المنطقة، فوزارة الدفاع تقابلهم ومن الجهة الأخرى قصر الحكومة، وبدل أن يكون هذا في صالح هؤلاء العائلات التي تقدر بأكثر من 350 عائلة تقطن في هذه البيوت القصديرية منذ أكثر من نصف قرن ما بين الثعابين والجرذان، إلا أن الأمر كان وقعه سلبي على هذه العائلات التي كتمت أنفاسها للحد من القيام بتلك الاحتجاجات في منطقة لا زال اغلب سكان العاصمة لا يعلمون بوجود بيوت قصديرية بعين الزبوجة أو طاغارا ومعظمهم أبناء بلدية الابيار أب عن جد وليسوا منحدرين من بلديات داخلية، ول (أخبار اليوم) نسخة من هوياتهم فحتى بلدية الابيار ودائرة بوزريعة المسؤولتان عن هذه المنطقة بقيتا غائبتين عن الظروف المزرية التي يعيش فيها سكان عين زبوجة و15 مويار، ففي كل مرة تحدث كوارث مماثلة بانهيار المباني فوق رؤوس قاطنيها بسبب انزلاق التربة كما حدث الموسم الفارط الذي تسبب فيه انزلاق التربة إلى انهيار 3 بيوت قصديرية ليجد قاطنوه أنفسهم في مشردين في العراء، إلا أن البلدية لم تتدخل لإيجاد حل نهائي لهذه العائلات مكتفية -حسب محدثينا- بتسجيل تقارير لامتصاص ثورة الغضب مع إطلاق وعود لم تعرف تجسيدها لغاية كتابة هذه الأسطر، ولم يعرف وضع هؤلاء تغيرا بل زادت أوضاع السكان سوءا وخطرا متربصا بهم، كالحادثة التي وقعت منذ أيام لعائلة بولخراس التي كادت أن تفقد سيدة في العقد الرابع من عمرها بسبب انهيار السقف فوق رأسها، ولولا لطف الله لكانت في عداد الموتى، ونتيجة هذا الحادث أصبحت العائلة مشردة دون أن تجد مكانا يؤويها، في حين تبقى السلطات تقف موقف المتفرج، وفي هذا الصدد استقبلتنا السيدة بولخراس بعبارة (حسبي الله ونعم الوكيل) والبكاء قائلة السلطات لا تعتبرنا بشر تنتظر موتنا تحت الأنقاض ثم تتدخل في للحظات الأخيرة ماذا تنتظر السلطات كي ترحلنا إلى بيوت لائقة وانتشالنا من الخطر المحدق بنا إلى متى؟ وما زاد من غضب تلك العائلات وبالخصوص عائلة بولخراس المتضررة هو قيام نائب رئيس البلدية بمعاينة المكان ليس إلا، دون أن يقدم على حل لتشردها وعند اتصال السيد بولخراس برئيس البلدية كان رده أن البلدية بعثت بفاكس للوالي المنتدب يطلعه على الحادثة ومرت لحد الآن 4 أيام على الواقعة دون تدخل، لتبقى العائلة في العراء مستنجدة بأحد الأقارب إيوائها. وحتى العائلة التي تأويها تقطن في كوخ لا يسع كل أفراد العائلة كيف بها إيواء عائلة تضم أربعة أفراد آخرين؟ وتتساءل عائلة بولخراس فإلى من نرفع صرختنا في هذه الظروف وماهو مصيرنا؟ وحسب تصريحات العائلات المقيمة بنفس الحي ل أخبار اليوم أن الوضع بات لا يطاق في ظل هاجس الخوف والهلع الذي يلازمهم طيلة هذه الأيام كما أبدو تخوفهم من الموت تحت الإنقاذ في أي لحظة، جراء الأضرار البليغة التي ألحقت بسكناتهم القصديرية التي أضحت لا تحتمل الصمود أكثر من ذلك بسبب الانهيارات الجبلية. وللإشارة فإن الوصول إلى هذه السكنات جد صعب بانعدام سلالم صالحة توصل مباشرة إلى هذه البيوت المتراصة مع بعضها كأنها قبور وهذه المنحدرات التي ازدادت خطورة بسبب الانزلاق الكثيف للتربة خلال التقلبات الجوية الأخيرة.