استيقظ أول أمس سكان عين الزبوجة الواقعة على مستوى بلدية الأبيار على فاجعة اهتزت لها المنطقة بسبب انهيار جدار أحد السكنات على رضيع لا يتعدى سنه خمسة أشهر، حيث لقي حتفه مباشرة ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لمنع حدوث انزلاقات أخرى للتربة التي باتت تهدد العديد من العائلات بالموت تحت الأنقاض· وحسب ممثل السكان فإن حادثة مماثلة وقعت الموسم الفارط أدت إلى انهيار 3 بيوت قصديرية بسبب انجراف التربة أسفر عنها موت 3 أطفال، وبالرغم من الشكاوي المرفوعة للسلطات المحلية والولائية لوضع حد لهذه المعاناة بترحيلهم إلى سكنات لائقة وإنقاذهم من الموت المتربص بهم وإشعارهم في كل مناسبة بالانجراف والانزلاق الذي عرض العديد من البيوت إلى انزلاق أساساتها، إلا أن هذه الأخيرة لا تعير مشاكلهم أدنى اهتمام· وأضاف محدثونا أن المسؤولين بالمجلس البلدي بالأبيار على علم بمدى الجحيم والمعاناة اليومية التي تعيشها أكثر من 35 عائلة تجمعها ظروف مشتركة وقاسية تتقاسم فيها المكان مع الجرذان والأفاعي ومختلف الحيوانات الضالة، إلا أنها لم تكلف نفسها عناء التنقل لعين المكان لتفقد العائلات لاسيما أثناء الأحداث المتتالية التي تتعرض لها في كل مناسبة حلول فصل الشتاء، وأردف السكان أنه بعد الحادثة الأخيرة التي تعرضت لها عائلة الرضيع التي استدعت تنقل بعض المواطنين المقيمين بالحي إلى البلدية لرفع المأساة التي أدت إلى حتف الرضيع، إلا أن رئيس البلدية لم يبد أي اهتمام بالواقعة كما لم تكن تلك العائلة وباقي السكان المعرضين للموت ضمن أجندة البلدية· وأضاف هؤلاء السكان أنه بالرغم من المشاكل المتعددة التي تواجهها العائلات على رأسها انزلاق التربة، إلا أن السلطات خارج الإطار كما لم يكن هؤلاء المواطنون ضمن خريطة الجزائر وعوض التدخل لانتشالهم من العزلة والتهميش أطلق بعض المسؤولين على هؤلاء السكان لقب (الأوباش) على حد تعبير هؤلاء للسكان، وأضاف محدثونا لو كانوا (أوباش) حسب ما وصف المسؤولون لخرجوا منذ سنوات للشارع وأثاروا البلبلة والفوضى أمام أهم المقرات الحساسة في الدولة لسماع ولإيصال أصواتهم للسلطات العليا في البلاد، غير أن حبهم للوطن والرزانة التي تطبع أخلاقهم لم تسمح لهم بالتصرفات الطائشة التي تؤدي إلى انزلاقات خطيرة هم في غنى عنها، إلا أن المسؤولين المحليين لم يضعوا هذه التصرفات اللبقة في الحسبان وهو الأمر لذي وسع رقعة الظلم والإجحاف في حقهم رغم معاناتهم التي تعود إلى أزيد من 45 سنة داخل تلك السكنات القصديرية التي تنعدم فيها أدنى شروط الحياة الكريمة، ابتداء من الغياب التام لغاز المدينة والماء والكهرباء التي تم إيصالها بطريقة عشوائية، فضلا عن غياب قنوات الصرف الصحي مما يؤدي إلى تسرب المياه القذرة من البالوعات التقليدية التي يعتمدون عليها في ظل غياب تلك القنوات، مما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم وصحة أبنائهم، ناهيك عن تلك الروائح الكريهة التي تملأ الأرجاء ما يسبب الانتشار الواسع للحشرات الضارة والجرذان والأفاعي التي وجدت المناخ المناسب لتكاثرها، إضافة إلى الحشرات المؤذية على غرار البعوض والذباب الذي يغزو المكان في عز الشتاء، وفي هذا الصدد رفعت العائلات استغاثتها للسلطات العليا في البلاد على رأسها رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لإنصافهم وانتشالهم من الخطر المحدق بهم قبل وقوع كارثة إنسانية قد لا يحمد عقباها في حال انهيار السكنات فوق رؤوسهم·