توجه 80 عائلة ب57 حي فرفالن وبالضبط في جبل كوكو بواد قريش نداء مستعجلا إلى السلطات المحلية من أجل إنقاذها من الشارع الذي يهددها بعد صدور قرار لصالح المالك الأصلي للأرضية المقام عليها البيوت القصديرية منذ ثلاثين سنة. (تحملنا ثلاثين سنة من العيش في هذه الحفر محاصرين بالموت، منتظرين وعود الأميار إلا أن الطرد إلى الشارع كان مصيرنا الوحيد)، هذه أول عبارة قابلتنا بها إحدى العائلات الساكنة في جبل كوكو بواد قريش، فبدل أن تستفيد من سكنات لائقة بدل الحرمان التي تغرق فيه لأكثر من ثلاثين سنة، تفاجأت بظهور المالك الأصلي للأرضية المقامة عليها بيوتهم القصديرية المتهدمة بشكل كامل، من أجل طردهم منها إلى الشارع، وهذا بعد حصوله على حكم قضائي لصالحه يسمح له باستعادة القطعة الأرضية وبالتالي تهديم البيوت.. وحسب نفس العائلة والتي أرادت عبر (أخبار اليوم) أن تنقل معاناتها التي تحولت إلى كابوس يطاردها على مر السنوات الماضية، بانعدام أبسط ظروف العيش داخل هذه الأكواخ المتواجدة في أعلى جبل كوكو بواد قريش، فالموقع يحوي مئات العائلات تصل إلى 300 عائلة، والقطعة الأرضية هي ملك لورثة استطاع واحد منهم استرجاع جزء منها أي ما يملكه قانونا، والقطعة التي حسب القانون هي ملكه تحوي في الوقت الحاضر 80 عائلة تقطن في بيوت قصديرية لأكثر من ثلاثين سنة، حيث انتظرت هذه الأخيرة أن تبادر السلطات المحلية ممثلة في البلدية بإنقاذها من هذا الخطر المستفحل المحيط بها من كل جهة، فلا ماء ولا كهرباء في أكواخ تتساقط أجزاؤها بشكل يومي بفعل انزلاق التربة من جبل كوكو، حتى بات متعذرا على العائلات التنقل خارج بيوتهم، بالنظر إلى صعوبة المسالك والمنحدرات الخطيرة خاصة خلال فصل الشتاء، ورغم كل نداءات العائلات وتنقلاتهم المستمرة واليومية إلى السلطات المحلية إلا أن الردود دوما عقيمة، فحسب هذه الأخيرة فإن مشكلتهم تحل لدى مصالح ولاية الجزائر التي تشرف بنفسها على برنامج إعادة الإسكان الموجه لسكان البيوت الهشة والقصديرية بالعاصمة، إلا أن الأمر حسب ذات العائلات طال أكثر من اللازم فوضعيتهم غير قابلة للانتظار أكثر خاصة مع التدهور الكبير الذي تعرفه البيوت القصديرية وحتى الموقع الذي تحول إلى مكان منعزل بعد أن حاصرتهم الأتربة والحجارة من كل ناحية وانعدام المسالك الموصلة إليه، والآن ظهر ما لم يتوقعونه وهو تهديدهم بالطرد إلى الشارع والذي من المنتظر أن ينفذ في 21 من هذا الشهر.. فهل يعقل أن تطرد عائلات من أكواخ كانت تنتظر سكنات وعدت بها على طول الفترة الماضية؟، خاصة أن المنطقة شهدت عملية ترحيل خلال العام الماضي من خلال ترحيل 100 عائلة إلى سكنات ببني مسوس،إلا أن مصير العائلات المتبقية كان مختلفا، فمن بين 300 عائلة، هناك 80 عائلة ستجد نفسها في الشارع بعد أن خلفت السلطات المحلية وعودها لها وتماطلت في إنقاذها، فهل ستلقى هذه العائلات نفس مصير عشرات العائلات المشردة في العاصمة بعد أن تجاهلتها السلطات المحلية وتركتها لوحدها تواجه مصيرها في العراء..؟