يواجه سكان حي الجمهورية الواقع بإقليم بلدية الكاليتوس أوضاع كارثية بسبب المشاكل التي يعشونها منذ سنوات طويلة، بداية من غياب أهم المرافق الضرورية على رأسها غياب شبكة الغاز الطبيعي والماء الشروب ووسائل النقل والإنارة العمومية، ناهيك عن التدهور الشبه كلي للطرقات، حيث تحولت إلى مجموعة من الحفر يصعب السير فيها أما عن أصحاب المركبات فقد باتت هاجسا كبيرا لهم. تسببت وضعية الطرق في الإطاحة بالعديد من المسنين وتعرضهم لكسور مما استدعى نقلهم للمستشفى على حد تعبير أحد القاطنين فضلا عن تعرض السيارات لأعطاب متفاوتة مما استدعى أصحابها إلى ركنها بعيدا عن الحي المذكور، وهذا بسبب تهميش وعزلة الحي البعيد كل البعد عن اهتمامات المسؤولين حسبهم، و بالرغم من الشكاوي المودعة لدى مصالح البلدية، إلا أن الرد على مطالبهم بقيت حبيسة الأدراج ولم تنته المعاناة عند هذا الحد بل تعدتها لمشكل آخر وهو انتشار القاذورات والنفايات بشكل رهيب، جراء التصرف اللاأخلاقي للقاطنين الذين يتعمدون الرمي العشوائي للنفايات وتماطل السلطات المحلية في رفعها لعدة أيام مما ينجر عن ذلك تراكمها لتصبح الروائح الكريهة سيدة الموقف. وسط هذه الفوضى التي تعم الحي، اشتكى هؤلاء المواطنون وأعربوا عن تذمّرهم وغضبهم جراء تلك التصرفات التي من شأنها أن تؤزم الوضع وتتسبب في مخاطر تهدد حياة السكان ألا وهي الأمراض والأوبئة، وقد كان مشهد الحي تصنعه تلك الأكياس البلاستيكية المنتشرة والأوساخ والفضلات المبعثرة في الأزقة، وهذا ما شوه منظر الحي، وقد أعرب لنا بعض السكان عن استيائهم من كون حيهم أصبح على هذا الحال، وأكدوا أنه بإمكان السكان أن يقوموا بإعادة الاعتبار له وتفادي كل تلك الفوضى والقذارة بقيامهم بحملات نظافة لكون ذلك ينجيهم من خطورة تعرضهم للأمراض خصوصا أن أطفال الحي لا يعرفون مكان آخر للعب غير تلك الأكياس والقمامات، عوض انتظار عمال النظافة الذين يشتاق إليهم الحي لعدة أيام. وفي السياق ناشد هؤلاء المواطنون السلطات المحلية والمعنية من أجل استكمال تهيئة الحي وتوفير متطلبات السكان للحد من تلك المعاناة التي حولت حياتهم إلى جحيم، ناهيك عن غياب النقل وبُعد المحطة عن الحي تسبب لهم في عدة مشاكل على غرار المشي وقطع مسافات طويلة من أجل بلوغ المحطة للتنقل باتجاه مقاصدهم، ويتأزم الوضع لكون مسالك الحي تتواجد في وضعية مهترئة مما يصعب عليهم المشي فيها خاصة في فصل الشتاء، وفي حديثهم عن غياب الإنارة بالحي قال هؤلاء المواطنون أنه يمنع عليهم الخروج من منازلهم ليلا، ويتسبب في تعرضهم للاعتداءات من طرف بعض الشباب ممن يمتهنون السرقة والاعتداءات في الظلام الدامس سواء في الفترة المسائية أو حتى في الصباح الباكر وأكبر المتعرضين لهذه الاعتداءات هم النساء والأطفال -حسب- تصريحات بعض محدثينا، لهذا السبب يطالب هؤلاء بتوفير دوريات الأمن بالمنطقة. وأمام جملة المشاكل والنقص الفادح في المرافق الضرورية يطالب هؤلاء التدخل الفوري للسلطات المعنية بإدراج المنطقة بمشاريع تنموية على رأسها تهيئة الطرقات وتوفير الغاز وهذا لإعطاء المعنى لحياتهم كمواطنين جزائريين وفك عزلتهم التي دامت عقود كاملة دون أي جديد.