تنظر اليوم محكمة جنايات العاصمة في ملف أحد مرافقي زعيم القاعدة (أسامة بن لادن) المدعو (فطاف رابح) والمكنّى ب (أبي الأسود) الذي يعتبر من أخطر العناصر الإرهابية، بعد أن تورط في عديد من العمليات والمجازر الإرهابية، حين كان أميرا على كتيبة الأهوال الناشطة بمنطقة الشلف. يواجه رفيق بن لادن تهما ثقيلة متعلقة بجنايات تكوين والانخراط ضمن جماعة إرهابية مسلحة وتولي القيادة فيها وتخريب أملاك عمومية وحيازة سلاح بدون رخصة والسرقات الموصوفة والخطف مع استعمال التعذيب وتفجير أماكن عمومية. ويعتبر الأمير (أبي الأسود) من مرافقي زعيم القاعدة أسامة بن لادن، باعتباره شارك في الحرب الأفغانية ضد السوفيات، وكان إلى جانب بن لادن في ساحات القتال، قبل أن يعود إلى الجزائر مطلع الثمانينيات عقب هزيمة السوفيات ، حيث انضم إلى جماعة بويعلي الشهيرة، في الثمانينيات ليغادر بعدها أرض الوطن، ويلتقي بأسامة بن لادن مجددا وذلك خلال حرب الخليج الثانية، حيث ساهم في تشكيل جبهة مقاومة للغزو الأمريكي، ومع اندلاع الأزمة الأمنية في الجزائر، وظهور الجماعة الإسلامية المسلحة" الجيا" انخرط في صفوفها وشارك في عديد من العمليات الإرهابية بوسط وغرب البلاد الممتد عبر محور عين الدفلى والمدية وولاية الشلف، ليقرر مع نهاية التسعينيات الانفصال عن الجيا والانضمام إلى كتيبة الأهوال التي أصبح فيما بعد أحد أمرائها، حيث ضاعف من عدد عملياته الإرهابية أبرزها قيادته لهجوم إرهابي استهدف ثكنة عسكرية بشرشال، ولم ينقطع الاتصال بينهم وبين القاعدة إلى غاية الإيقاع به من قبل قوات الجيش في ولاية عين الدفلى سنة 2005، في عملية ناجحة قضت خلالها ذات القوات على 11 إرهابيا من رفقائه واسترجعت عددا من الأسلحة، من بينها الهباب الذي كانوا يستعملونه عند تنفيذ هجوماتهم.