فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في البوسنة، صباح أمس الأحد أمام 3.1 مليون ناخب للمشاركة في انتخابات عامة لتجديد هيئات الحكم المركزية والمحلية، في بلد منقسم بين مكوناته الصربية والكرواتية والمسلمة، ويراوح مكانه في الإصلاحات المطلوبة منه للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وانتخب البوسنيون أعضاء مجلس الرئاسة المركزية الثلاثة، والتي ترشح فيها لولاية جديدة أعضاء المجلس السابق جميعا وهم زيليكو كوزميتش (كرواتي) وحارس سيلادجيتش (مسلم بوسني) ونيبوشا رمضانوفيتش (صربي). كما شملت الانتخابات نواب البرلمان البوسني المركزي وبرلماني كياني البلاد وهما جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي- المسلم. كذلك انتخب صرب البوسنة رئيسا جديدا لجمهوريتهم، وهو منصب ترشح له الرجل القوي في هذه الجمهورية رئيس الوزراء ميلوراد دوديك الذي هدد مرات عدة في الأشهر الأخيرة بالانفصال بكيانه. ومن المتوقع أن ينتخب دوديك بدون صعوبة رئيسا للجمهورية الصربية. ومنذ نهاية الحرب الطائفية (1992-1995) وتقسيم البلاد إلى كيانين هما الاتحاد الكرواتي المسلم وجمهورية الصرب، يتمتع هذان الكيانان بحكم ذاتي واسع النطاق ولا تربط بينهما سوى مؤسسات مركزية ضعيفة. وبعد حوالي 15 عاما من انتهاء الحرب (1992-1995)، هيمن الخطابُ القومي على صفوف المسلمين والصرب، بعدما اعتمد عليه الفائزون في انتخابات 2006. وأكد الصرب خلال الحملة تمسكهم بالحكم الذاتي، في حين يخشى المسلمون من احتمال انفصال الكيان الصربي وقد دعوا لهذه الغاية إلى تعزيز الدولة البوسنية المركزية من أجل تطبيق أفضل للإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي. بدوره يأمل المجتمع الدولي تعزيز المؤسسات المركزية في البلاد ما سيسهل مهمة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. ومنذ انتخابات 2006 لم تحرز البوسنة أي تقدم يذكر على صعيد الإصلاحات المطلوبة. أما الكروات فقد دعت أحزابهم الرئيسية إلى قيام كيان خاص بالكروات لا يجمعهم بالمسلمين.