اختار الناخبون الصرب في انتخابات أول أمس الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش المؤيد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ليقود البلاد لولاية ثانية، معبرين بذلك عن رغبتهم في الالتحاق بعملية التكامل الأوروبي. وأظهرت نتائج رسمية غير نهائية أن تاديتش فاز ب56.50 % من الأصوات في مقابل 2.47 % للقومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش. وأعلن تاديتش فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية على خصمه المناهض للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي توميسلاف نيكوليتش، وقال أمام مؤيديه أن "الانتخابات انتهت وأريد أن أعلن لكم أننا انتصرنا فيها معا". واضاف تاديتش "نحن ديموقراطية أوروبية وأظهرنا لعدد كبير من أعضاء الاتحاد الأوروبي القدرات الديموقراطية لهذا البلد". وقد وعد أنصاره بان تحصل صربيا قبل نهاية العام الحالي على وضع المرشح الرسمي للانضمام إلى الاتحاد. وأشاد الاتحاد الأوروبي الذي راقب الانتخابات من كثب بفوز تاديتش، ووصف رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو هذا الأمر بأنه "انتصار للديموقراطية والقيم الأوروبية". وهنأت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي تاديتش على فوزه في الاقتراع، معتبرة انه يعكس رغبة ديموقراطية لدى صربيا في الانضمام إلى الاتحاد. وقال رئيس الوزراء السلوفيني يانيش يانسا أن "نتائج الانتخابات تعكس رغبة وتصميم القوى الديموقراطية للسير بصربيا على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، معبرا عن "قناعته الراسخة بان صربيا ستحقق قريبا جدا المعايير المطلوبة" لذلك. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية،قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يقوم بزيارة رسمية قصيرة لبوخارست أن فرنسا "ترحب" بإعادة انتخاب تاديتش و"تأمل بإرسال إشارة تهدئة إلى أصدقائنا الصرب الذين يطمحون للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". كما أشاد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بما سماه "رؤية لصربيا مستقرة وديموقراطية وأوروبية" يمثلها تاديتش، فيما أعربت مدريد عن "رضاها الكبير" ورحبت براغ بهذا الالتزام "على الطريق الأوروبية". وجرى الاقتراع في مرحلة حاسمة من تاريخ صربيا حيث أكد قادة كوسوفو أنهم سيعلنون بعد هذه الانتخابات الرئاسية استقلال الإقليم الصربي الذي تتولى الأممالمتحدة إدارته منذ انتهاء الحرب بين الانفصاليين الألبان والجيش الصربي (1998-1999). ومن المقرر أن يرسل الاتحاد الأوروبي بعثة إلى إقليم كوسوفو تحل محل نظيرتها الدولية. وما ضاعف الارتياح الأوروبي أن خصم تاديتش الموالي لروسيا كان أعلن انه لن ينضم إلى الاتحاد الأوروبي في حال إعلان استقلال كوسوفو. ومع أن تاديتش يعارض استقلال الإقليم، فانه لن يقف مكتوف اليدين أمام أي موجة قومية في صربيا عند خسارة كوسوفو. ولجعل بلغراد تتقبل هذه الخسارة بسهولة اكبر، دعا بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى تعجيل انضمام صربيا إلى الاتحاد. وكان اتفاق الاستقرار والشراكة الذي يشكل الخطوة الأولى نحو الانضمام إلى الاتحاد، وقع العام الفائت بالأحرف الأولى. ويأمل تاديتش توقيعه سريعا وان تحصل بلاده قبل نهاية العام على الترشيح الرسمي لدخول الاتحاد. ومن المقرر أن توقع بلغراد قريبا مع بروكسل "اتفاق تعاون سياسي"، وهو وعد تلقاه تاديتش من الاتحاد قبل المعركة الرئاسية. لكن بعض الدول الأوروبية تعتبر أن انضمام صربيا إلى الاتحاد لا يزال رهنا باعتقال الفارين المتهمين بجرائم حرب، وخصوصا القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش.