بنهاية مرحلة الذهاب تكون البطولة الجزائرية المحترفة قد لعبت نصف لقاءاتها، 120 مقابلة كاملة لعبت اتسمت بالضغط الشديد المفروض في كل جولة والمنافسة الشرسة بين الفرق، فماهو التقييم الأولي الذي يمكن أن نخرج به بعد مرور 15 جولة من البطولة؟ سنحاول تقديم تقييم شامل نركز فيه على الفرق التي تركت انطباعا حسنا، أو حققت المفاجأة غير المنتظرة في هذا النصف الأول من الموسم. اتحاد العاصمة ... وفاق سطيف ... الثنائي المرشح الأنسب للتصارع على اللقب؟ بعد خمسة عشر (15) جولة يبدو أن الصراع نحو اللقب يتجه أكثر وأكثر الى الانحصار بين اتحاد العاصمة ووفاق سطيف, أمر متوقع وطبيعي بالنسبة لاتحاد العاصمة صاحب كأسي الجمهورية والعربية الموسم الماضي، بالنظر للإمكانات المادية والترسانة البشرية التي يملكها دون ننسى عامل مهم وهو التعطش لحلاوة التتويج باللقب منذ سنة (2005). الاتحاد بعد سنتين من النشاط المكثف في سوق التحويلات، قرر هذا الموسم وبإيعاز من المدرب السابق "كوربيس" عدم استقدام أي لاعب مكتفيا بترقية بعض الشبان الموهوبين، الاتحاد أنهى مرحلة الذهاب في مستوى التطلعات متوجا باللقب الشتوي, لم ينهزم سوى في لقائين من أصل خمس عشر (15) لقاء، و يعود ذلك بقسط كبير لثنائي الدفاع المكون من خوالد - شافعي و خلفهما أحسن حارس زيماموش مما يجعل من دفاع الاتحاد الأحسن في البطولة لحد الآن بتلقيه 8 أهداف فقط (قبل لقاء وفاق سطيف دفاع الاتحاد لم يتلق أي هدف طيلة سبع (7) لقاءات متتالية). وفاق سطيف، وبعد نهاية موسم ماضي صعبة زاد من تعقيدها النتائج السلبية في كأس الكاف وإقالة المدرب السابق فيلود، لم يكن ينتظر أن يحقق نتيجة أحسن من هذه في ظل تواجد شباب قسنطينة وعودة شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، وهو الذي كان بإمكانه التتويج باللقب الشتوي لولا التعثر الأخير أمام الرائد الاتحاد. مرتبة ثانية تحققت بفضل روح المجموعة التي يقودها (دلهوم) في الميدان و(ماضوي) على خط التماس، بالإضافة لخط الهجوم الذي يعتبر الأحسن لحد الان بتسجيله (19) هدفا بفضل تألق (قورمي) والشاب الصاعد (جحنيط). ... شبيبة القبائل ... أمل الأربعاء ... جمعية الشلف ... مفاجأة الموسم ثلاث فرق حققت المفاجأة في نصف هذا الموسم، الأمر يبدو طبيعيا بالنسبة للشبيبة باعتبارها فريقا متعودا على لعب الألقاب مر بمواسم صعبة لكنه عاد هذا الموسم بفضل ايت جودي الذي أعاد للأذهان آخر لقب توج به مع الشبيبة، الكناري بتعداد محدود نوعا ما استطاع أن يرفع التحدي ويتمركز في المرتبة الثالثة بفارق خمس (5) نقاط عن الرائد الاتحاد، ساعده في ذلك دفاعه القوي المكون من الثنائي بلعمري-ريال وخلفهمها الحارس مليك عسلة، دون أن ننسى المهاجم الافريقي ايبوصي الذي بدأ الموسم بقوة لكن مر بفترة فراغ في اللقاءات الأخيرة من مرحلة الذهاب. أمل الأربعاء، الصاعد الجديد كان بحق مفاجأة الموسم لحد الان بأداء جيد ممتع خاصة على أرضية ميدانه، الزرقا تتميز بخاصية عدم حب الاقتسام فهي إما تفوز أو تنهزم حيث لم تحقق سوى تعادلين، ويعود ذلك للعمل الذي يحققه الطاقم الفني بقيادة شريف الوزاني ولاعبين مخضرمين ذوي تجربة، لكن الصورة الجميلة التي تركها في نفوس متتبعي البطولة الوطنية اهتزت قليلا مع نهاية مرحلة الذهاب بعد مرور الفريق بمرحلة فراغ صعبة جعلها تنهي نصف الموسم في نصف الترتيب. جمعية الشلف هو الآخر استحق أن يكون مفاجأة نصف الموسم خاصة لما نعلم أن الطاقم الفني والمسير أعلن في البداية عن لعب ورقة البقاء ومحاولة بناء فريق تنافسي مكون من مخضرمين أمثال تجار و دحام هداف الفريق وبعض الشبان كالحارس المتألق صالحي، لكن خبرة المدرب (إيغيل) جعلت الفريق يحقق أفضل ويستحق المرتبة الثالثة بامتياز. .. شباب قسنطينة ... مولودية بجاية ... مفاجأتين من نوع آخر بالإضافة للفرق التي ذكرناها لا يمكن أن ننسى فريقين تركا بصمتهما في مرحلة الذهاب، فشباب قسنطينة كان رائدا حتى الجولة العاشرة لكن المشاكل الادارية التي حدثت له جعلته يتقهقهر نوعا ما وانتهى به المقام في المركز الثالث بفضل فوزخ الأخير في تيزي وزو، أما مولودية بجاية الفريق الصاعد الجديد بدأ الموسم بصعوبة منتظرة لاختلاف المستوى بين القسم الأول والثاني بالاضافة لمشاكل ادارية، مجيئ المدرب القدير (عمراني) أعاد للفريق الروح فاستطاع إخراجه من المنطقة الحمراء و أنهى هذه المرحلة في المرتبة الثانية عشر (12)، وكان ملعب الوحدة المغاربية و أنصاره الأوفياء بمثابة عاملي قوة أطاح بهم حتى الكبار في صورة مولودية الجزائر و وفاق سطيف وشباب بلوزداد على مرتين فاستحق بذلك أن يصنف من بين مفاجآت مرحلة الذهاب. في النهاية يمكن القول أن المرحلة الأولى لهذا الموسم كانت مهمة، وينتظر أن نشاهد مرحلة إياب قوية خاصة في لعب ورقة اللقب التي ستشهد تنافسا ثنائيا من دون شك بين وفاق سطيف واتحاد العاصمة، أما على مستوى المؤخرة فكل الأمور واردة نظرا لتقارب المستوى.