يجمع الكل على أن احتفال الجزائريين بمناسبة المولد النبوي الشريف هو احتفال جنوني يؤدي إلى مجازر رهيبة في تلك الليلة وبرك من الدماء والأعين المفقوعة وإصابات على مختلف مناطق الجسم بسبب المفرقعات ذات المفعول القوي، وبدأت البوادر الأولى من ذلك الاحتفال الجنوني عبر الشوارع إذ امتلأت مختلف الشوارع بالطاولات التي اصطفت فيها مختلف الألعاب النارية التي تتنوع أضرارها بتنوعها، وبدا التراشق العشوائي كلعبة مفضلة لدى بعض المتهورين. نسيمة خباجة لم يسلم حتى العابرون من تصويب تلك المفرقعات بصوبهم ورشقها عليهم لاسيما البنات من أجل إخافتهن، وزرع الرعب في قلوبهم وعلى الرغم من أنها مظاهر يسلكها هؤلاء لغاية اللهو والمرح إلا أنها كثيرا ما أدت إلى أمور خطيرة وإصابات بليغة هلكت بالبعض ومستهم بمناطق من جسدهم خاصة العينين بسبب الاستعمال السلبي لمختلف الألعاب. بحيث يمسك الكل قلوبهم قبل وبعد المولد الذي أضحى يرادف الإصابات البليغة وامتلاء المستشفيات بالمعطوبين في تلك الليلة مما يفرض المداومات الليلية على مصالح الاستعجالات بأغلب المستشفيات ترقبا للحالات الخطيرة التي يستقبلونها لاسيما مع ظهور مفرقعات قوية المفعول وغزوها للسوق وإقبال البعض عليها من غير وعي بخطورتها، خاصة مع اللعب الجنوني بها من طرف الصغار والكبار واستعمالها السلبي وتراشقها. وهي المظاهر نفسها التي عمت مختلف شوارع العاصمة في هذه الآونة، إذ كثر ذوي تلك المفرقعات في كل ناحية، والغريب في الأمر أن البعض يذهب إلى التراشق بها من باب اللعب والمرح ولم يسلم حتى المارون من مغامراتهم الخطيرة لاسيما الفتيات بحيث يهدف بعض الشبان والمراهقون إلى إخافتهن وخلق لحظات هزلية عبر الشوارع من الممكن أن تكلف غاليا وتعمي أبصارا وتجرح أطرافا حسب ما أظهرته التجارب الماضية التي تزورنا سيناريوهاتها في كل مولد على الرغم من التحذيرات التي تطلقها وسائل الإعلام إلى جانب الهيئات المكلفة بالصحة، إلا أن عدم اهتمام البعض يؤدي إلى نتائج كارثية في ليلة المولد، فالميزة الأولى لمناسبة المولد حصرها الجزائريون في التراشق الجنوني بالمفرقعات دون أدنى اهتمام بالخطورة المنجرة عن تلك التصرفات. زرنا بعض شوارع العاصمة قبيل المولد فوجدناها تدوي بأصوات المفرقعات من هنا وهناك وإقدام بعض المراهقين على التراشق بأنواع من الألعاب النارية من باب المرح وخلق أجواء مميزة حسبهم لا يحلو المولد بدونها، الأمر الذي وضع الجنس اللطيف الذي يرعب كثيرا من المفرقعات في موقف حرج عبر الشوارع خوفا من استهدافه من طرف البعض من أجل خلق لحظات هزلية تكلف الكثير وتخاطر بسلامة المرء. بحيث امتلأت الطاولات التجارية المنتشرة بباب الوادي وشارع بلوزداد وغيرها بأخطر أنواع الألعاب النارية، أما مظاهر التراشق لم تخل منها أي بقعة، وهي المواقف التي رفضها الكل بالنظر إلى ما تحمله من سلبيات ومخاطرة بالصحة حسب الآراء التي جمعناها من طرف بعض من استجوبناهم عن تلك الظواهر السلبية التي أضحت تعيب المناسبات الدينية. الآنسة نرجس قالت إنها تدهش فعلا من تلك الأساليب المستعملة في الاحتفال والتي تسبق مظاهرها ليلة المولد بدليل الانطلاق في اللعب بالمفرقعات عبر الأحياء والشوارع وحتى تجرؤ البعض على التراشق بها وتصويبها على المارين لاسيما البنات وهي أمور غير معقولة لما تحمله من خطر على الشخص بدليل إفراز إصابات خطيرة تتزامن ومناسبة المولد النبوي الشريف في كل سنة. وهو نفس الموقف الذي وقفنا عليه بالنفق المحاذي لمحطة المسافرين ببئر خادم إذ راح بعض المراهقين إلى التراشق بالمفرقعات وحتى رميها على المارين من باب الدعابة حسبهم وكان كل من يمر من هناك يستغرب للمظهر ويحتاط كثيرا أثناء العبور بعد أن صارت تلك السلوكات حتمية لا مفر منها يجبر الكل على تقبلها كرها أم طواعية بعد أن رأى فيها البعض الآخر النكهة المميزة للمولد النبوي الشريف كمناسبة ألحقت بتلك الشوائب.