27 باخرة و16 طائرة لتعزيز أسطول الجزائر أكّد عمار غول وزير النقل أنه تمّ وضع اللّمسات الأخيرة على مشروع التوصيات الوطنية الكبرى للنقل، مضيفا أنه سيتمّ تقديم الملف الأسبوع القادم كأقصى حدّ للحكومة ليبدأ التجسيد على أرض الميدان، وقال إن هذا المشروع تضمّن 25 ورشة تمّ التطرّق إلى تفاصيلها من خلال هذا اللّقاء، وشدّد على ضرورة توسيع شبكة السكّة الحديدية لتشمل كامل التراب الوطني، كاشفا أنه بصدد بناء 5 مواقف سيّارات كبيرة بالجزائر العاصمة، إلى جانب بناء محطات نقل برّية على حواشي العاصمة كبئر توتة وزرالدة والرغاية بغية الحدّ من الضغط على العاصمة. أوضح عمار غول لدى إشرافه على برنامج اللّقاء الوطني الخاص بعرض نتائج وتوصيات الجلسات الوطنية الكبرى للنقل المنعقد بفندق الأوراسي بالجزائر أن السير بالطريقة الحالية هو معادلة صعبة، حيث أن هناك أكثر من 600 ألف سيّارة تدخل الحظيرة يوميا، حاثّا في هذا السياق على ضرورة التجديد من قِبل المواطنين كي لا يفقدوا مصدر عيشهم، إلى جانب مساعدة الدولة في التخلّص من المركبات القديمة. وفي هذا السياق أكّد وزير النقل أنه تمّ الانطلاق في إنجاز محطات جديدة على المدى القريب للسكّة الحديدية، علما بأن الجزائر تتوفّر على 4 آلاف كيلو متر بالسكّة الحديدية عبر الموطن، مضيفا أن هذه المحطات ستصل 12 ألف و500 كيلومتر على مستوى الجنوب والهضاب العليا، من بينها 6500 كيلومتر قيد الدراسة. في سياق حديثه، شدّد عمار غول على ضرورة اعتماد النقل بالسكّة الحديدية، والتي تمّ اتّخاذها بطريقة حتمية على حد تعبيره للتخفيف من الاكتظاظ المتواجد خاصّة بالعاصمة، قائلا: (نحن نشجّع ونحفزّ من أجل التنقّل بالسكّة الحديدية)، مشيرا إلى أهمّية النقل الجماعي كذلك، أين اعتبر أن أثقل نسبة بالعاصمة هي تلك التي تتعلّق بالنقل الفردي، مردفا أنه بلغت نسبة استعمال لكلّ مواطن سيّارته الفردية في العاصمة 90 بالمائة، في حين بلغ عدد الحافلات بالعاصمة كذلك 4 آلاف حافلة لكن تنظيم خطوطها لا يمكن أن يستوعب الضغط المروري، على حد قوله، مؤكّدا أنه تمّ ترتيب بعض الفضاءات وأولويات نقل المواطنين داخل الوطن باعتبار أن الجزائر تملك فضاء استراتيجيا يجعلها ترقى إلى النقل الإفريقي. وعن النقل البحري قال غول: (لدينا خطوطا دولية استراتيجية لا تغطّي سوى 3 بالمائة من النقل البحري بين المواطنين والبضائع)، وبهذا الشأن قرّر وزير النقل شراء 27 باخرة 25 منها لنقل البضائع و2 لنقل المواطنين بقدرة استيعاب تصل إلى 2000 لكل باخرة، فيما حثّ على ضرورة اعتماد النقل البحري الحضاري بالعاصمة وتشجيعه على مستوى استثمار خواص وعموميين بهدف تدعيم النقل الحضري البحري. في هذا الإطار كشف غول أنه سيتمّ فتح الأسطول الجوي والبرّي أمام الخواص بإطار محدود تعتمد على ضوابط وشروط، مؤكّدا أنه سيتمّ دعم الأسطول الجوي ب 16 طائرة جديدة ما بين طاسيلي وشركة الطيران الجزائرية، وهدف هذا التعزيز هو دعم المواقع الجزائرية في الخارج. وأكد وزير النقل على ضرورة اعتماد التكنولوجيات الحديثة في النقل، وذلك ينطلق من إعطاء عناية خاصّة لتكوين أصحاب مدارس السياقة من أجل أن يتسنّى للمواطن الجزائر استعمال رخصة سياقته في البلدان الأوروبية، لذا حثّ غول على وجوب تكوين تقنيين في النقل بكلّ أنماطه وتقنيين سامين ومهندسين في هذا المجال. وذكر وزير النقل أنه يريد أن ينقل قطاعه النقلة النوعية من خلال هذه التوصيات، مؤكّدا أنه لم يتنكّر لأيّ صنيع منذ الاستقلال (سنقيم البعد الجيواستراتيجي للجزائر من أجل ذلك)، مشيرا إلى أن الجزائر تقترب من رقم 8 ملايين مركبة، مرجّحا أنه (لو بقيت الجزائر تسير على هذا المنوال فسنصل في مطلع سنة 2015 في إطار هذه الوتيرة إلى 20 مليون مركبة)، حيث أنه يوجد الآن حسبه 97 بالمائة متنقّل عبر الطريق، وأكّد أن الجزائر العاصمة تستوعب 100 ألف سيّارة، بينما تسير فيها اليوم أكثر من 4 ملايين مركبة، مشيرا إلى أن تضاريس وضيق شوارع العاصمة لا يسمح بذلك. للإشارة، فقد حضر اللّقاء كلّ من الوزير المكلّف لدى الوزير الأوّل بإصلاح الخدمة العمومية محمد الغازي، والي العاصمة عبد القادر زوخ، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد والأمين العام لمستخدمي الإدارة العمومية وقطاع النقل، وكذا خبراء وأساتذة مختصّون.