سؤالي حول المسابقات التليفزيونية، فهناك مسابقة دينية على القنوات الفضائية، وتقوم بطرح الأسئلة على المتسابقين، وإذا تأهل أحدهم إلى النهائي وأجاب عن هذه الأسئلة فسيربح مبلغًا معتبرًا من المال، فما حكم ذلك المال؟ وللمتصل على الهاتف أن يفوز بنصف مبلغ الفائز بعد عملية القرعة على مجموعة من الاتصالات؟ والراعي على هذه الحصة هو إحدى شركات الهواتف النقالة، وربما يكون الاتصال على البرنامج مباشرة، أو على الشركة، أو ما شابه ذلك؟ أما عن السؤال الثاني فهو: هناك قنوات أخرى تقدم مسابقة دينية، وتعطي الناس سؤالًا على الشاشة، ويجيبوا عن السؤال عن طريق الاتصال برقم مشهور ومعروف عند العرب دائمًا - 1474 - كمثل هذا السؤال: قال الله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) صدق الله العظيم، فأنت تختار الإجابة الصحيحة: 1- المائدة 2- يونس 3- العصر. وأنا فكرت بالإجابة الصحيحة فقمت بالاتصال بالرقم: 1474 مع العلم أن سعر دقيقة الاتصال جنيه ونصف، وأجبت، فما حكم المال الذي سوف أكسبه؟ فالشاشة مكتوب عليها: (ممكن تكسب 2000 جنيه لكل 10 أيام) وأنا متوتر جدًّا من هذا المال، وهل هو حلال أم حرام؟ مع أنني أعرف أنها ليست مسابقة دينية ولا مسابقة في السيرة النبوية، فما حكم هذا المال؟ السؤال الثالث: هناك قناة اسمها قناة الناس، وهي للدعاة، وفيها أيضًا مسابقة في السيرة النبوية، والجائزة عمرة، كالتالي: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا) صدق الله العظيم، وبعده يقول المذيع الذي يقدمها: مسابقة السيرة النبوية، تعرف معنا على سيرة حبيبك المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الاشتراك في مسابقة السيرة النبوية، وكن أحد الفائزين بعمرة لكل أسبوع - إن شاء الله - للاشتراك في المسابقة أرسل رسالة قصيرة - اس ام اس SMS - مرة واحدة فقط بالموبايل برقم الإجابة الصحيحة على الرقم: 95530 فاكتب س، ثم اترك مسافة، واكتب 3، فإذا كانت الإجابة صحيحة فيصلك على جوالك رسالة - إن شاء الله - بالسؤال الثاني للمسابقة، فأجب عن السؤال الثاني، وهو بنفس الطريقة السابقة، وبهذا ستدخل مباشرة بنظام السحب بالقرعة، وسيتم اختيارك بالفوز بالعمرة - إن شاء الله - وسؤالنا في هذا اليوم ما اسم الناقة التي كان يركبها الرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة مهاجرًا؟ 1-القصواء 2-البراق 3-الشهباء فهذا السؤال تم الإجابة عنه من أحد المشاركين، وقد فاز بالعمرة، بادر فورًا بالاشتراك، وقد تكون أحد الفائزين بجائزة عمرة، وتسعد بزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومع تمنياتي للجميع بالتوفيق - بإذن الله - وأنا آسف لكنني اضطرت أن أسأل هذه الأسئلة السابقة، فما حكم المال في السؤال الأول والثاني؟ وبالنسبة لقناة الناس الإسلامية هل هي حقًّا كذلك؟ وما حكمها ؟ أفتوني في الأمر لأنه بالغ الأهمية، وشكرًا، وجزاكم الله خيرًا، وأنا آسف للإزعاج، وآسف للإطالة في الكتابة. لإجابة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فما سألت عنه كله حول المسابقات التلفزيونية ونحوها، ولذا نجمل الجواب عما سألت عنه فيما يلي: إن المسابقات التلفزيونية أو غير التلفزيونية إذا كانت في المسائل الشرعية أو الدنيوية التي قد تعود بنفع على المسلمين، فلا حرج في وضعها، والاشتراك فيها، وأخذ الجوائز التي قد تحصل من خلالها، سواء أكانت عمرة، أو مبالغ مالية، أو غيرها بشرط أن تكون الجوائز مقدمة من متبرع لا يريد منها إلا حفز المتسابقين على التعلم، ودفعهم إلى البحث عن مسائل العلم النافع، وشحذ أذهانهم. أما إذا كان مقدم الجوائز يريد بذلك عملية تجارية تعود عليه بعائد مادي، فإن المسألة تتحول من مسارها الأول إلى مسار آخر مغاير، وتصبح من القمار المحرم، وعلامة ذلك أن تكون تكلفة المكالمة أو الرسالة أغلى من التكلفة العادية، إذ لو كان الغرض نفع المتسابقين وليس الكسب المادي لكانت تكلفة الاتصال أو الرسائل عادية، وهذا هو القمار، فقد عرف العلماء القمار - الميسر - بأنه ما لا يخلو فيه أحد الطرفين أو الأطراف من غنم أو غرم، فهذا المتصل إما أن يربح الجائزة فيكون غانمًا غنمًا كبيرًا، وإما أن لا يربحها فيخسر اتصاله غير العادي. وقد قرن الله جل وعلا الميسر بالخمر، وهي أم الخبائث، كما قرنه بالاستقسام بالأزلام، والتقرب إلى الأنصاب بالذبح، وهما أمران يصيبان العقيدة في الصميم، مما يعني أن أمر الميسر أمر عظيم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). المائدة:90. والحاصل أنه لا يجوز أن يدفع الإنسان شيئًا مقابل اشتراكه في مسابقة قد يربح فيها وقد يخسر، وهو آثم سواء ربح أم خسر، وليس من ذلك الرسوم الطبيعية للاتصال أو الرسائل ونحوها.