اعتبر بعض المختصين في قطاع التربية أن الإضرابات الأخيرة التي يشهدها القطاع قد تزيد من تفاقم الأوضاع، مُحذرا في حال استمرار هذه الحركات الإحتجاجية التي مسّت بعض مؤسسات التعليم الثانوي والتقني والتي تعصف بالمنظومة التربوية، فيما اتهم النقابيين بالتسرع لخيار قرار الإضراب، وعدم أخذ مصلحة التلاميذ بعين الاعتبار وبخصوص تلاميذ الأقسام المصيرية. وفي هذا الإطار، أكد المختص في البيداغوجيا أحمد تيسة في تصريح ل (وكالة الأنباء الجزائرية) أن التلاميذ الذين شملهم الإضراب الجديد لا يشعرون بالإحباط خصوصا أن العديد من المؤسسات التربوية لم تستجب للإضراب، مشيرا أن تلاميذ المؤسسات التي استجابت للإضراب يعانون من (إحباط مزدوج) والمتمثل في توقف دروسهم من جهة والتأخر المسجل مقارنة بزملائهم من جهة ثانية، مضيفا أن هذه الوضعية من شأنها (تثبيط إرادة) أقوى التلاميذ. فيما أوضح تيسة، أن الإضراب سيؤثر سلبا على تحصيل التلاميذ، مشيرا أنه يصعب تدارك التأخر ولو يوما واحدا، مؤكدا أن أجواء الإضراب خلقت توترا لدى أولياء التلاميذ الخوف من التأخر، قائلا: (فالمدرسة ليست مصنعا فإذا كان يمكن تدارك التأخر في مصنع لتصبير الطماطم على سبيل المثال من خلال إنتاج أكبر قدر من العلب، فإن الأمر ليس كذلك مع التلاميذ فهم مخلوقات هشة بحاجة لمن يشعرهم بالأمن والاطمئنان)، وأردف (إن التلاميذ بصدد الاستعداد للشروع في سداسي جديد بكل حماسة، وهم يتوقفون من جديد عن الدراسة، مشيرا أن جميع الظروف متوفرة للفشل وذلك قبل أشهر فقط من امتحانات نهاية السنة. ومن جهة أخرى، شدد المختص في البيداغوجيا موهوب حروش على الإدارة بضرورة التكفل بمطالب المضربين والوفاء بتعهداتها، فيما أكد أن الأساتذة قد أساؤوا اختيار توقيت الإضراب، قائلا أنه ينبغي على المعلمين التفكير قبل اتخاذ القرار باللجوء إلى هذا النوع من الأعمال والاستجابة لدعوة المضربين، كما أن امتحانات نهاية السنة على الأبواب ومن الناحية البيداغوجية يستحيل استدراك الدروس المتخلفة كما أنه حل غير بيداغوجي. كما ذكر نفس المتحدث أن التلاميذ في هذه المرحلة لديهم ما يكفي من الضغوطات بسبب الحجم الساعي وكثافة البرامج المقدمة، مؤكدا أن الدروس الإضافية المبرمجة لتدارك التأخر المسجل بسبب توقف الدراسة هي بمثابة حشو للتلاميذ في هذا الوقت بالذات ليس إلا.