حذر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام السعودية، بشكل علني للمرة الأولى، من مغبة مشاهدة الأفلام الجنسية، معتبرا إياها نوعا من أنواع "الإجرام". ويأتي تحذر المفتي في مؤشر قد يعكس استفحال المتاجرة بالأفلام الجنسية في أوساط السعوديين من ناحية، وازدياد مرتادي المواقع الإباحية على الإنترنت من ناحية أخرى. وكان لافتاً تطرق آل الشيخ لهذا الموضوع، الذي بدأ يطفو على السطح، مدفوعاً بالأرقام التي تشير إلى أن المواقع الإباحية هي الأكثر شعبية على الإنترنت في السعودية. ووصف مفتي السعودية، في خطبة الجمعة، الأفلام الجنسية والمواقع الإباحية، بأنها "إجرام وفساد وتدمير للقيم والأخلاق"، وتحدث بشكل واضح عن أزواج قال إنهم يجبرون زوجاتهم على متابعة الأفلام الجنسية برفقتهم. وحذر آل الشيخ من مشاهدة أو متابعة أو شراء الأفلام الجنسية، في إشارة واضحة لوجود متاجرة من هذا النوع في الشارع السعودي. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن عن المفتي قوله: "احذروا شباب الإسلام، احذرن فتيات الإسلام، من هذه الأفلام الخليعة.. اعزفوا عنها ولا تبالوا بها ولا تشتروها ولا تجتمعوا للنظر إليها فكلها والله ضرر وفساد ذريع في الدنيا والآخرة". وأشار مفتي عام السعودية إلى عدم جواز تطويع التقنية الحديثة للأغراض السيئة.. وقال "إن التقنية الحديثة التي تستعمل في ما ينفع لا يجوز أن نحولها إلى رذائل، وإلى سقوط أخلاق، وإلى اتصال هنا وهناك بفتيات ساقطات لا خير فيهن، بغية إفساد الأخلاق والدين والقيم، فلنتق الله في أنفسنا، ولنراقب بناتنا وأبناءنا، ولنطهِّر بيوتنا من هذا البلاء العظيم، فليتق المسلمون ربهم، وليحافظوا على أعراضهم وليغضوا أبصارهم عن النظر لهذه المحرمات". وأبان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي فيما يبدو تحدث من منطلق وقائع وأرقام عرضت عليه مسبقا، أن هناك لقاءات في أوساط المجتمع لا تزين إلا بعرض الأفلام الإباحية. وقال: "يا أبناء المسلمين.. للأسف الشديد، إن بعض أبنائنا وبناتنا في هذه المجتمعات واللقاءات، إنما تزين لهم عندما يعرضون هذه المناظر الهابطة الإجرامية السيئة التي تخدش الحياء". ودعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عموم المجتمع إلى نبذ الأفلام الخليعة.. وقال "من لم يمنعه إيمانه وحياؤه وخلقه الكريم من مشاهدة هذه المشاهد الهابطة فليعلم أن في إيمانه نقصاً وفي قلبه مرضاً. فاتق الله أيها الشاب المسلم. واتقي الله أيتها الفتاة المسلمة. واتق الله أيها الزوج الكريم في بيتك وأهلك وجنبهم تلك المناظر الهابطة". وكشفت أرقام سبق أن أفصح عنها أحد مسؤولي مدينة العلوم والتقنية، أن 92.69 في المائة من مستخدمي الإنترنت في السعودية يتصفحون مواقع إباحية. يُشار إلى أن مجلس الشورى السعودي شرع منذ الأسبوع الماضي في دراسة مشروع خاص بتقنين المحتوى الأخلاقي والاجتماعي لوسائط الاتصالات المتعددة، ومن بينها شبكة الإنترنت.