في حوار حصري مع موقع DW الألماني أسهب الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف في الحديث عن التحديات التي تعترض إنجاز (البرنامج) وعن فن السخرية السياسية في العالم العربي كما تحدث عن تعاونه مع DW عربية. انتظر المتابعون والمعجبون بباسم يوسف بكثير من الترقب عرض الحلقة الثانية من (البرنامج) في موسمه الثالث. وكان السؤال الأكثر إلحاحا هو قدرة باسم يوسف على مواصلة تجاوز ما يسمى ب (الخطوط الحمراء) والحديث بحرية عن المحظور في المشهد السياسي المصري، وعما إذا كان ذلك سيثير من جديد سيف الرقابة ويهدد بالتالي مستقبل البرنامج السياسيي الساخر الأكثر شعبية في العالم العربي. باسم يوسف أقر في حديثه مع DW بأنه كان متوجسا من إنجاز الحلقة، لكنه استطرد وقال (الحمد لله مرت بسلام، في الحلقة الثانية هناك دائما توجس، ولكننا اجتزنا الكمين)، واعتبر أن (البرنامج) بعد إنجاز هذه الحلقة يواصل (تعزيز مكانته في المشهد الإعلامي بعد كل هذا التوقف، وأتمنى ألا تحدث مشاكل أو توقف بعد اليوم). ويتساءل عدد من مشاهدي DWعربية عما إذا كان باسم يوسف يتصور توسيع السخرية السياسية في (البرنامج) لتشمل العالم العربي ككل وألا يظل مقتصرا على مصر. هناك عائق أساسي يحول دون هذا التوجه يقول الإعلامي المصري، ويتعلق ب (عدم تقبل المواطن العربي للسخرية من غير مواطنيه)، مضيفا أنه يفضل (أن تنبثق البرامج الساخرة من البلد نفسه)، مؤكدا أن أبناء البلد هم الأكثر دراية به وبخلفياته، وبالتالي هم الأكثر قدرة على السخرية منه. وعاد باسم يوسف وأكد أن حديثه عن قطر في إحدى الحلقات السابقة لم يكن هدفه السخرية من هذا البلد أو شعبه، وإنما تناول (الكوميديا التي حدثت في العلاقات بين مصر وقطر). وأشار إلى وجود السخرية الاجتماعية بما يكفي في العالم العربي، في حين أن (البرنامج) ولد وهو ساخر سياسيا (كاسرا إحدى التابوهات في المشهد العربي). أما بشأن التعاون مع DWعربية فأشار الإعلامي المصري إلى اعتبارات عديدة (أولا كنا نريد أن تكون هناك أكثر من قناة تعرض (البرنامج) تجنبا للبقاء تحت رحمة سيف الرقابة، حتى تبقى لنا دائما نافذة (..) أنا أتمنى أن يعرض البرنامج على قنوات كثيرة)، واعتبر أن هذا فيه نوع من عولمة البرنامج. السبب الثاني هو أن DW تريد أن تظهر وهي تساند حرية التعبير في كل مكان. وأكد باسم يوسف في النهاية أنه لا يعتبر نفسه مناضلا سياسيا، كما أنه لا يسعى إلى خوض معارك إعلامية أو مواجهات مع الأنظمة القائمة. وإنما هدفه هو مواصلة عمله الساخر؛ متمنيا ألا تضطره الضغوط المختلفة إلى التخلي يوما ما عن حلمه وحلم الفريق الذي يعمل معه.