أشعلت المواقف المتناقضة لبعض أطياف الساحة السياسية من الانتخابات الرئاسية المقررة بعد نحو سبعة أسابيع من الآن، حربا غير معلنة بين المقاطعين ودعاة المشاركة الذين تميل الكفة لصالحهم، بالنظر إلى رغبة أغلب التشكيلات السياسية الفاعلة في قول كلمتها يوم 17 أفريل 2014. وبينما يبرر المقاطعون خيارهم بالادعاء بأن (اللعبة مغلقة)، يرى متتبعون أن دعاة المقاطعة يشعرون بالعجز عن إقناع الشعب بكونهم يمتلكون بدائل أفضل، ولذلك التجأوا إلى خيار المقاطعة حتى لا ينفضح أمرهم ولا ينكشف ضعف تمثيلهم الشعبي. وعجزت أحزاب المعارضة حتى الآن عن الاتفاق على موقف موحد يخص الرئاسيات، وفي الوقت الذي قرر حزب جاب الله على سبيل المثال الغياب الطوعي عن الاستحقاق، أكد السيد عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير أمس الجمعة بمعسكر أن حزبه يستبعد خيار مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة باعتباره لا يخدم المصلحة الوطنية. وقال السيد عبد المجيد مناصرة خلال لقاء شعبي بفندق قاضي بمدينة معسكر بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لتأسيس الحزب أنه (رغم احترامه لخيار المقاطعة الذي اتخذته بعض الأحزاب باعتباره موقفا سياسيا إلا أنه يعتبره في غير المصلحة الوطنية باعتباره يقضي على الأمل في الانتخاب كممارسة ديمقراطية وقد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها). وقال رئيس جبهة التغيير أن حزبه (لا يزال عن توافق مع مجموعة من القوى السياسية حول برنامج ومرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة مع استبعاد خيار المقاطعة وخيار دعم عهدة رابعة للسيد عبد العزيز بوتفليقة، وأنه لا يزال يدرس مختلف الخيارات المطروحة وسيفصل في موقفه بعد ظهور القائمة الرسمية للمترشحين للرئاسيات المقبلة عبر جلسة استثنائية لمجلس الشورى الوطني للحزب). من جهته، أكد رئيس حزب الكرامة السيد محمد بن حمو يوم الخميس بالجزائر العاصمة أن المكتب السياسي للحزب سيفصل في طريقة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي القادم في حالة ما إذا لم يدخل بمرشحه رافضا مبدئيا مسعى المقاطعة. وأكد السيد بن حمو المترشح للرئاسيات القادمة أن المشاركة في هذا الموعد الانتخابي (الهام بالنسبة للجزائر) أمر محسوم لكن المكتب السياسي هو الذي سوف يحسم فيما اذا سيدخل بمرشح للحزب المتمثل في شخصه وإلا فسوف يتحالف مع جهة معينة لم يفصل فيها بعد). ويفضل السيد بن حمو شكل (التحالف) بدل (المساندة) معتبرا أنه يفضل مبدأ التحالف مع من تراه القيادة السياسية للحزب بعد اجتماع اليوم (الأصلح للجزائر)، مؤكدا انه استوفى عدد التوقيعات المطلوبة قانونا لإيداع ملف الترشح والمتمثل في 600 توقيع لمنتخبين. وأكد السيد بن حمو في مستهل اللقاء الذي جمعه بقيادة حزبه انه (يدافع على مؤسسات الجمهورية وعلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالذات) منتقدا مساعي (بعض الجهات الهادفة إلى بث التفرقة والبلبلة في البلاد). وندد رئيس حزب الكرامة في هذا الصدد بالمنادين للمقاطعة قائلا (إنهم أحرار في مواقفهم، إلا أنه ليس من حقهم مناداة الشعب إلى مقاطعة الانتخابات) معبرا في نفس الوقت عن (رفضه القاطع" لبعض أنواع العنف خاصة (اللفظي) منه الذي يمارسه بعض الساسة عبر بعض وسائل الإعلام.