فرض البعض منطقهم الخاص على بعض الأحياء الجديدة التي تتوفر فيها كامل مرافق العصرنة والتطور، إلا أن بعض الأيادي لا تسعى إلا لتخريب ما هو جميل، بحيث راح البعض ينقلون مظاهر البوادي إلى الأحياء الراقية التي لا تتوافق مع تربية بعض أنواع الحيوانات كالدواجن والخرفان وغيرها، بل أنهم استولوا على بعض المساحات الخضراء التي سخرت لإضافة لمسات جمالية على تلك الأحياء من أجل تشييد بعض الهياكل بالزنك والخشب وجعلها أماكن لوضع الدجاج والديكة وغيرها من الحيوانات التي تتلاءم أكثر مع حياة البوادي وتبعد عن المناطق الحضرية. نسيمة خباجة مظاهر مؤذية للعين وللنفس تؤدي إلى العديد من الإفرازات السلبية وطرح الفضلات واتساخ الأحياء الجديدة، وشاعت الظاهرة حتى في الأحياء القديمة بسبب إقبال الشبان على تربية الخرفان من أجل المصارعة والأسوأ من ذلك أن بعض تلك المظاهر رافقت حتى الأحياء الجديدة بفعل سلوكات البعض الذين هبوا إلى إنشاء مراعي بجانب شرفاتهم واستولوا على قطع محاذية بغير وجه حق كونها تعود إلى الملكية العامة. فليس من الغريب أن يصادفك ديك أو دجاجة في حي وأنت تمشي فتختلط عليك الأفكار إن كنت في منطقة حضارية أم بالبادية، فتربية تلك الحيوانات لا تتلاءم البتة مع الأحياء السكنية كونها عادات تتلاءم أكثر مع الحياة في الريف بل وتمنحها رونقا خاصا حطّمه البعض بنقله إلى المدينة. وعلى الرغم من رفض الكثيرين لتلك المظاهر إلا أن ذهنيات البعض جعلتهم يفرضون منطقهم الخاص حتى ولو لم يقبل الكثيرون بتلك الآفات والمظاهر التي باتت تطال المدينة لاسيما الأحياء الجديدة، التي لا يليق إلحاقها بتلك المناظر والآفات التي باتت تتربص بها في كل وقت ومن شأنها القضاء على نظافتها وتنظيمها المحكم. بحيث استغلت بعض المساحات الخضراء الملحقة بتلك العمارات في غير محلها وبدل العناية بها شيدت بها بيوت مصغرة من القصدير والألواح لتربية الدواجن وحتى الأغنام، وهي الأمور التي لا يتقبلها عاقل وعارضها كذلك بعض القاطنين بتلك الأحياء ووجدوا أنها من شأنها القضاء على نظافة الأحياء الجديدة، وأضحى القاطنون بالعمارات يصحون على أصوات الديكة واختلطت مظاهر البادية بالمدن الحضارية بفعل الفاعلين. اقتربنا من بعض المناطق التي تشهد الظاهرة فبين المواطنون تذمرهم من السلوكات التي أطلقها البعض وكأن لهم الحرية المطلقة للتصرف في أجزاء من تلك الأحياء التي هي في الحقيقة ملك للجميع ولا يمكن التعدي عليها. أحد المواطنين من الأحياء الجديدة ببئر توتة قال إنه بالفعل الظاهرة طغت ببعض الأحياء، حيث تأثر المواطنون ببعض المناطق الرعوية المحاذية هناك فحذوا حذوهم وراحوا إلى تربية الدواجن بالقرب من العمارات ما من شأنه أن يقضي على جمالية الأحياء، فكما يقال لكل مقام مقال، وتلك الصور مكانها بالبادية أين تتوفر المساحة الواسعة لا بالأحياء السكنية، إلى جانب التعدي على حقوق الآخرين وعدم الأخذ بمشورتهم في تلك التصرفات العشوائية، وكان على السلطات أن تضع حدا لهؤلاء. مما يجسد أيضا أن ظاهرة الاستيلاء على بعض الأجزاء طغت على الأحياء الجديدة باستيلاء البعض على بعض المساحات المحاذية لشرفات منازلهم وهي ظاهرة مسجلة كثيرا على القاطنين بالطوابق الأرضية الذين فرضوا قوانينهم الخاصة على سكان العمارات.