يعيش سكان حي 480 مسكن التابع إقليميا لبلدية مفتاح بالبليدة والذي أنجز في إطار برنامج السكنات الاجتماعية في ظروف صعبة، جراء غياب النقل وافتقار الحي للإنارة العمومية ومشكل إهتراء الطرقات بسبب عدم اكتمال الأشغال بذات الحي. وفي اتصال لهم ب"أخبار اليوم" ناشد هؤلاء المواطنون السلطات المحلية والمعنية من أجل استكمال تهيئة الحي وتوفير متطلبات السكان للحد من تلك المعاناة التي حولت حياتهم إلى كابوس أسود نغّص عليهم حياتهم فحسب ما أعرب عنه هؤلاء فإن مشكل غياب النقل وبعد المحطة الرئيسة عن الحي تسبب لهم في عدة مشاكل على غرار المشي وقطع مسافات طويلة من أجل بلوغ المحطة للتنقل باتجاه مقاصدهم سيما وأن مقرات عملهم بالعاصمة فضلا عن طلاب الجامعة، إلى جانب تعرض بعض من هؤلاء القاطنين بالحي إلى الاستغلال من طرف بعض صاحبي المركبات الخاصة الذين يعرضون عليهم نقلهم من المحطة إلى الحي مقابل مبلغ 150 دينار، وهو مبلغ يفوق سعر نقلهم إلى البلديات المجاورة. ويتأزم الوضع لكون مسالك الحي تتواجد في وضعية مهترئة مما يصعب عليهم المشي فيها خاصة في فصل الشتاء، وما زاد من تذمر السكان أيضا هو بعد المحلات التجارية عن مقر سكناهم القطرة التي أفاضت الكأس وزادت من متاعبهم أما عن بعد المدارس فحدث ولا حرج، حيث يضطر أبناؤهم وهم في الطور الأول إلى قطع مسافة للالتحاق بمقاعد الدراسة على حد تعبيرهم مما أثار المخاوف في نفوس السكان من تأثر أبنائهم بالوضع. وفي هذا السياق تقول إحدى المواطنات أن ابنتها التي تدرس بالطور الأساسي أصيبت بعقدة نفسية وأصبحت في حالة مضطربة بسبب الأوضاع غير الملائمة خصوصا وأنها كانت تقطن بأحد الأحياء الراقية بتليملي أين تتوفر كل ظروف الحياة لتجد نفسها بين ليلة وضحاها في حي يعاني عدة نقائص رغم حداثة إنجازه. وفي حديثهم عن غياب الإنارة بالحي قال هؤلاء المواطنون أنه يمنع عليهم الخروج من منازلهم ليلا، ويتسبب في تعرضهم للاعتداءات من طرف بعض الشباب ممن يمتهنون السرقة والاعتداءات في الظلام الدامس، دون أن يتعرف عليهم أحد، حيث أوضح هؤلاء السكان أن الخروج في الليل يعد مخاطرة، خصوصا بالنسبة للأطفال الصغار أو حتى الكبار الذين يفضلون السهر خارج المنازل، خصوصا وأن فصل الربيع على الأبواب والبعض يفضل الخروج ليلا، غير أن ظلمة الحي تبعث بالخوف في النفوس من حدوث أي اعتداء. ورغم أن السكان لم يتماطلوا في تقديم شكاويهم للسلطات منذ الأشهر الأولى من أجل استكمال تهيئة الحي بتوفير الإنارة وتوفير النقل، إلا أن الحي مازال لحد اليوم يعاني ويعاني فيه السكان جراء غياب هذه المرافق أمام تواصل صمت السلطات وعدم التفاتها لتحسين وضع الحي سيّما وأنه أنجز حديثا.