يعتبر الفنان»يزيد سويعد»، واحدا من الفنانين التشكيليين الذين لم يحظوا بالاهتمام الكافي لإخراج لوحاته التشكيلية إلى النور، حتى يستمتع بها محبو هذا الفن ومتذوقوه، فريشة هذا الفنان «الميلي» ترسم بكبرياء وروعة، ولازالت تنبض بالحيوية والحياة، رغم زاوية التهميش التي تقبع فيها. فتح الفنان التشكيلي المتألق، «يزيد سويعد»، قلبه لجريدة «آخر ساعة»، بإحدى زوايا المقهى الشعبي «بن دريدي» بمدينة ميلة، المقهى التي تحتضن بعض لوحاته التي أبدعتها أنامله، و التي تمزج بين السريالية و التراث المحلي ل «ميلاف»، المدينة التي يعشقها الفنان إلى النخاع، و لعل هذا ما يفسر العديد من الرسومات التي شاهدناها عبر لوحاته التي فضل عرضها بمطعم الأندلس العريق وسط المدينة و بعض المقاهي الشعبية ،بعد مشاركة نشيطة في مختلف الأسابيع الثقافية التي زار خلالها العديد من الولايات، و عرض لوحاته المتميزة و التي لاقت إعجاب الفنانين و أصحاب الذوق الفني في الرسم، و حتى مسؤولين نالوا شرف اقتناء العديد من لوحاته عبر الوطن، و قد كانت لنا فرصة دردشة خفيفة مع هذا الفنان الذي أجابنا بكل عفوية و صراحة على ماهية فنه و سر موهبته التي بدأت كما قال منذ نعومة أظافره، من خلال رسومات بسيطة و معبرة عن مناظر طبيعية و أشكال مختلفة، لتتطور فيما بعد إلى أسلوب راق، ساعدته في بلورته ونضوجه مهنتة كأستاذ الرسم بالمتوسطة، حيث مكنته من مواكبة التطور الحاصل في فن الرسم. يذكرأن الفنان التشكيلي « يزيد سويعد» تأثر كثيرا بالمناظر الطبيعية التي تميز ولاية ميلة، و كيف أنه فضل التدريس لمدة 16 سنة بمدية سيدي مروان الجميلة، كونه لم يقو على فراق طبيعتها الجبلية الغناء التي ألهمت ريشته و جعلت لوحاته تنطق من وصف صادق لطبيعة أحبها و أحبته، كما تأثر «يزيد سويعد» بعدد من الرسامين المشهورين مثل رائد الفن السريالي «سلفادور دالي»، و برز حب هذا الرسام المتألق لبلدته ميلة في العديد من رسوماته التي خلد فيها تراث المدينة و معالمها التاريخية في لوحاته، مثل القوس الروماني و السور البيزنطي و عين البلد الرومانية، إلى جانب العديد من العادات و التقاليد التي تميز مجتمع مدينة ميلة، و يبقى طموح هذا الفنان أن يشرف مدينة ميلاف خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة الإسلامية، بإقامة معرض خاص يعرف فيه فنه و تراث بلدته و وطنه، و هو لم ينس أن يوجه لومه لقطاع الثقافة بولايته، الذي ينتظر منه التفاتة واهتماما أكبر لإخراج ابداعاته إلى العلن، كما يحلم بإنشاء مدرسة للفن التشكيلي تساهم في حفظ التراث المحلي من الزوال و تكوين جيل جديد من المبدعين الشباب لحمل مشعل الفن التشكيلي على المستوى المحلي و الوطني.