احتفى أول أمس فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني محي الدين باشطرزي بالإصدار الجديد للإعلامي والأديب السوري، محمد عبيدو، المؤلف الذي حمل عنوان ”صورة الفنان التشكيلي في السينما” طرح عدة قضايا كان أولها اكتشافُ السينما لأفلام الفن التشكيلي، والذي اعتبر وقتها حدثاً هاما مع انتشار السينما في العشرينيات من القرن الماضي، حيث تحول العديد من الفنانين التشكيليّين السيرياليين إلى مساهمين في السينما، والذين عثروا على السينما كمناخ مثالي لتحقيق المشهدية السريالية في أكمل صورها، وذكر على سبيل المثال بعض الفنانينَ الذين قاموا بمحاولاتٍ تجريبية مع الفيلم لغاياتٍ سريالية مثل الفنان التشكيلي بيكابيا الذي كتب سيناريو فيلم (استراحة) من إخراج رينيه كلير، وسلفادور دالي الذي شارك بونويل في كِتَابَةِ وإخراج فيلم (كلبٌ أندلسيٌّ)، وأعتبر عبيدو أن انتقال الصورة من الوسط التشكيلي إلى الوسط السينمائي يجعل هؤلاء الفنانين، يوجهون اهتماماً، وعنايةً أكبر بتكوين وبناء المشهدية في السينما، حيث يحمل الرسام والفنان التشكيلي نظرته التشكيلية والفنية إلى تكوين الصورة والمشهد. كما تطرق الإعلامي في القسم الأول من تقديم كتابه إلى الحديث عن قراءته النقدية لبعض الأفلام الروائية الطويلة، والقصيرة والتسجيلية، التي تطرقت لحياة الفنانين التشكيليين في الإنتاج السينمائي العربي كفيلم ”المومياء” والعالمي كفيلم ”اللوحة”، أما وفي القسم الثاني فخصصه لفنانين، وأفلام كان لهم حضور بارز عبر تحويل سيرهم الذاتية إلى أعمال سينمائية، حيث تم رصد أفلام سينمائية تاريخه على غرار فيلم ”غويا” لكارلوس ساورا، وميلوش فورمان، وفيلمي ”بيكاسو” و”فريدا كالو” التي قدمت في عمل سينمائي صور عذابهما وانشطارهما بين الفن والجنون. أما القسم الثالث من الكتاب فيتطرق إلى زاوية أخرى وهي المخرجون الذين قدموا تشكيليين آخرين سينمائياً، ولخص هذا الفصل فكرة اكتشاف السينما لأفلام الفن التشكيلي كحدث فني استطاع أن يؤسس لعلاقة مميزة بين السينما وفن الرسم، ويجدر بالذكر أن الكتاب الذي صدر عن دار نينوى السورية طرق موضوعا هاما لاقى استحسانا كبيرا في أوساط النقاد، حيث استطاع عبيدو أن يلقي الضوء على موضوع جديد وغير مسبوق يتداخل فيه موضوع الصورة والمشهدية في السينما بشكل فني سلس.