عادت نار الاحتجاجات لتلتهب مجددا بأكبر فضاء اقتصادي بعاصمة الكورنيش جيجل وبالتحديد بميناء جن جن العالمي وذلك بعد إقدام المئات من سكان المناطق المحيطة بهذا الميناء على اغلاق هذه المؤسسة البحرية وتوقيف حركة الملاحة البحرية بها وذلك احتجاجا على ما أسموه بالمحاباة في توزيع فرص الشغل بها وحرمان سكان هذه المناطق منها رغم أحقيتهم بذلك. والظاهر أن زيارة وزير النقل عمار غول الى ميناء جن جن والتي توقع الكثيرون أن تعطي دفعة قوية لهذه المؤسسة البحرية الرائدة سيما بعد الانطلاق الرسمي في مشروع نهائي الحاويات الذي كان على رأس أجندة وزير النقل في هذه الزيارة المكوكية كان مفعولها معاكسا تماما للتطلعات بدليل أن الزيارة المذكورة أعقبت باحتجاجات غير مسبوقة من قبل سكان المناطق المحيطة بالميناء وبالتحديد سكان منطقة بازول التي تقاطر شبانها بالمئات على مداخل الميناء قبل أن يغلقوا كل المحاور المؤدية إليه وهو الحصار الذي تطلب تسخير أعداد كبيرة من قوات التدخل السريع التابعة للدرك الوطني من أجل فك هذا الحصار وإعادة الحركة الى أرجاء الميناء الذي شلت به الحركة لوقت طويل وسط غضب المحتجين الذين بلغ الأمر ببعضهم الى حد القيام بمحاولات انتحار بمدخل الميناء من أجل اسماع صوتهم للجهات الوصية ووقف ما أسموه بالعبث الممارس في توزيع مناصب الشغل بأكبر ميناء في الجزائر وشمال القارة الإفريقية . لم يتوان المحتجون في مطالبة الجهات الوصية بفتح تحقيق معمق في طرق التوظيف بميناء جن جن بعدما سقطت كل الوعود التي قدمتها ادارة هذا الأخير وحتى السلطات الولائية لسكان المناطق المحيطة به في الماء ، مؤكدين بأن ميناء جن جن وبحكم ماوصله من تطور كبير على كل الأصعدة يجب أن يحظى بقانون توظيف شبيه بذلك المطبق بالمؤسسات البترولية في الصحراء الجزائرية وذلك من خلال منح النسبة الأعلى من مناصب الشغل المستحدثة به لأبناء المنطقة بدل استقطاب اليد العاملة من خارج الولاية وذلك اعتمادا على الوساطات والمعارف التي حوَّلت هذه المؤسسة البحرية بحسب أحد المحتجين الى مملكة خارج سلطة الدولة . م / مسعود