يكثر الحديث في الأسابيع الأخيرة عن المدرب الجديد الذي سيتولى العارضة الفنية للخضر ( كريستيان غوركوف ) والذي سيتولى المنصب خلفا لوحيد حليلوزيتش , أين يتساءل الجزائريون عن سيرة المدرب كريستيان غوركوف و أحقيته بخلافة وحيد حليلوزيتش على مستوى العارضة الفنية للخضر , وهو ما حتم علينا كشف السيرة الذاتية للمدرب الفرنسي و كشف مميزاته و سلبياته مع التطرق لمسيرته التدريبية التي تجاوزت ال 30 عاما مسيرة متواضعة كلاعب كانت بداية كريستيان غوركوف المولود سنة 1955 كلاعب كرة قدم في سن ال 17 في فريق حيه أين اكتشفه المدرب « جان بروف « الذي يعمل كتقني مع فريق ملعب رين في ذلك الوقت أين أخذ اللاعب لفريقه ليلعب في صفوف رين من موسم 1972 الى غاية موسم 1974 كلاعب خط وسط هجومي قبل ان يلتحق بفريق «بارني « الذي لعب في صفوفه من 1974 الى غاية 1978 أين كان الفريق ينشط في الدرجة الثالثة الفرنسية قبل أن يغير وجهته الى فريقي « غانغون « و « روان «و فريق « شو د فون « السويسري الى غاية موسم 1981 -1982 أين كان غوركيف حينها في سن ال 27 , هذا و لم يحقق «كريستيان اي نجاح مع الفرق التي لعب معها كما لم ينل فرصة اللعب للمنتخب الفرنسي بما ان مسيرته لم تتجاوز الفرق الصغيرة و الأقسام السفلى من البطولة الفرنسية موهبته التدريبية ظهرت باكرا كلاعب ومدرب في لوريون بعد مسيرته المتواضعة مع أغلبية الأندية التي لعب لها لمدة 10 مواسم كاملة و في موسم 1982 انتقل غوركوف لفريق لوريون أين امضى 4 مواسم مع الفريق البرتقالي كمدرب و لاعب في الفريق و نجح في ظرف 4 مواسم في قيادة الفريق من القسم الشرفي الى الدرجة الثانية معتمدا على أسلوب لعب هجومي مستلهم من مدربه الأول و مكتشفه « جان بروف» 3 سنوات ناجحة مع لومان كلاعب ومدرب بعد نجاحه في قيادة لوريون للدرجة الثانية قرر كريستيان غوركوف تغيير الأجواء أين انظم لفريق لومان دائما كلاعب و مدرب في نفس الوقت أين كان الفريق في الدرجة الثالثة قبل أن ينجح في السنوات التي قضاها معه في الصعود للدرجة الثانية و هو ما رفع من أسهمه كمدرب ليقرر بعدها تغيير الأجواء و الذهاب للبطولة الكندية أين لعب لمدة شهرين مع فريق مونريال قبل العودة مجددا لفرنسا مع فريق مغمور لم يكن تدريبه له بنفس النجاح خصوصا و أن الفريق كان في الدرجة الرابعة و أنهى الموسم بالسقوط للقسم الشرفي قبل أن يغادره غوركوف في النهاية معظم مسيرته التدريبية مع لوريون بعد حصوله على الشهادة التدريبية قام مسيرو نادي لوريون بالاستنجاد مجددا بغوركوف سنة 1991 بعدما نزل الفريق للدرجة الثالثة أين تولى غوركوف زمام الأمور ونجح في موسمه الأول في الصعود للدرجة الثانية لكن الفريق لم ينجح بعدها في تحقيق الصعود للدرجة الأولى الى غاية موسم 1998 , ليتلقى بعدها غوركوف طلبات من العديد من الأندية على رأسها مارسيليا الى أنه فضل في النهاية الإشراف على فريق رين كنوع من رد الجميل للفريق الاول الذي لعب له , لكنه لم ينجح معه في تحقيق الهدف المسطر بلعب الأدوار الأولى بعدما نجا بأعجوبة من السقوط قبل أن يذهب للبطولة القطرية أين حل وصيفا مع نادي الغرافة , ليعود بعدها لفريق لوريون منذ موسم 2003 لغاية الموسم المنقضي تخللها سقوط و صعود الفريق من و الى الدرجة الثانية الفرنسية لا يجيد التواصل مع لاعبيه هذا و يعد المدرب غوركوف من المدربين الذين لا يحبذون التواصل مع اللاعبين بعد الحصص التدريبية أين كشف بعض من لاعبيه على غرار لاعبه التاهيتي السابق « فاهيروا « الذي اكد بخصوص ذلك أن غوركوف ليس من النوع الذي يصادق لاعبيه و لا يكلمهم بعد الحصص التدريبية و أثناء فترات الراحة كما لا يتجاوز التواصل بينهم في الحصص التدريبية القليل من الكلمات « ,و يعد هذا الأسلوب مترسخا في شخصية المدرب إلا أنه لا يعد أسلوبا ناجحا أين يتطلب العمل التدريبي الكثير من التواصل مع اللاعبين وهو ما لا ينطبق على غوركوف الذي يمتاز بتكتمه الشديد يمتلك نفس شخصية حليلوزيتش و يرفض من يتدخل في عمله من جهة أخرى يعد كريستيان غوركوف نسخة طبق الاصل من المدرب وحيد حليلوزيتش في الشخصية أين لا يحبذ غوركوف فكرة تدخل اي كان في عمله كما لا يؤمن بالأوامر الفوقية و هو ما يعد نسخة عن المدرب البوسني , و من دون شك تعتبر هذه الصفة ميزة للمدرب الجديد بحكم انه يؤمن بأن العمل الجاد و القدرات الميدانية هي الأساس لاختيار تشكيلته , أين سبق و أن تشاجر غوركوف مع لرئيس فريقه لوريون أين رفض الانصياع لتدخله في العمل التدريبي و هو ما تسبب في انقطاع الاتصال بين الثنائي لموسمين , وهو ما يدل أن غوركوف يمتلك شخصية قوية تساعده على تحقيق اهدافه يكره اللعب الدفاعي أما بخصوص اسلوب لعب كريستيان غوركوف فهو مستنسخ من مدربه السابق « جان بروف « بالإضافة لوضع لمسته الخاصة على خطة 4-4-2 حيث لا يحب غوركوف أسلوب اللعب الدفاعي و هو ما جعله يطلق تصريحات نارية لوسائل الإعلام الفرنسية أين انتقد الدوري الفرنسي و المدربين الفرنسيين أين وصفهم بالملتزمين بالعمل الدفاعي و الرافضين للمجازفة الهجومية , هذا و منذ اشرافه على لوريون نجح غوركوف في ترسيخ أسلوب لعب هجومي للفريق الذي يعد استثناء تكتيكيا في فرنسا مع فريق ليل ينتهج خطة 4-4-2 ولا يغيرها أبدا هذا و تعد خطة 4-4-2 هي الخطة المثالية المنتهجة من قبل غوركوف الذي لا يغير هذه الطريقة بتاتا أين يعتبرها الخطة المثالية لفريقه حيث سبق و صرح غوركوف قائلا : « خطة 4-4-2 هي الخطة المثالية بالنسبة لي فهي تساعدني على تغيير اللعب مثلما أشاء كما تساعد اللاعبين على تقديم لعب هجومي مميز « حيث يفضل غوركوف الاعتماد على رباعي خط وسط ميدان بلاعبي استرجاع و لاعبي اجنحة . حيث يفضل غوركوف الهجوم من الأجنحة مع استخدام لاعبي الظهير الأيمن و الأيسر في البناء الهجومي . مع وجود لاعبي رأس حربة , هذا و حتى في حال تغييره الخططي يبقى غوركوف ملتزما دائما ب 4-4-2 مع تغيير وضعية لاعبي خط الوسط حسب الحاجة يعتمد على اللعب السريع و استغلال المهارات الفردية من جهته يعتمد كريستيان غوركوف على اللعب السريع و استغلال المهارات الفردية للاعبين أين يحبذ غوركوف فسح المجال لفنيات اللاعبين و ابداعهم في اللعب كما ينطبق فكره على استغلال لاعبي ظهير سريعين و بقدرات هجومية كبيرة و هو ما جعله يدخل في صراعات طويلة مع المدربين الفرنسيين الآخرين الذين اعتبروه فاشلا تكتيكيا و يعتمد فقط على المهارة الفنية للاعبين كما دخل في صراع مع لوران بلان مدرب باريس سان جيرمان المسمى في فرنسا بال» رئيس « و الذي انتقده غوركوف و وصفه بالمدرب الدفاعي فرد عليه « بلان « بأنه على غوركوف تجديد شهادته و اسلوب لعبه القديم حسبه يحسن التحضير البدني للاعبيه من جهة أخرى يعتبر غوركوف من المدربين الذين يفضلون العمل التدريبي المكثف و التحضير البدني الجيد للاعبين كما يستغل كل الحصص التدريبية لتقوية هذا الجانب مع التدرب بالكرة في كل الحصص و هو ما يختلف كلية عن بقية المدربين باختلاف طريقة لعبهم , و يعد غوركوف واحدا من أفضل المدربين في فرنسا في جانب التحضير البدني و هو ما سيكون في صالح الخضر خصوصا و ان أغلبية اللاعبين غالبا ما يكونون بدلاء مع فرقهم يعرف العقلية الجزائرية جيدا من جهة أخرى يعتبر المدرب كريستيان غوركوف عارفا بالعقلية الجزائرية أين سبق و تدرب تحت اشرافه كل من يزيد منصوري , رفيق صايفي و كريم زياني الذين كانوا بمثابة الحجر الأساس لفريقه حيث ترك انطباعا جيدا لدى لاعبيه كما اكتسب خبرة في التعامل مع اللاعبين الجزائريين الذين يعرف عقليتهم جيدا , وهو ما سيسهل على غوركوف المهمة في قيادة الخضر خصوصا و انه سيحظى بمساعدة لاعبه السابق يزيد منصوري الذي يحظى بثقة عمياء من قبله لا يملك أي خبرة مع أندية كبيرة هذا و ما يعيب كريستيان غوركوف و خيار توليه الإشراف على العارضة الفنية للخضر هو عدم توليه قيادة أين ناد كبير أين لم يشرف طيلة مسيرته الطويلة الممتدة ل 32 عاما سوى على نادي لوريون الذي دربه لقرابة ال 25 عاما و كان السبب الرئيس في نهضة الفريق الذي أشرف عليه في البداية و هو في القسم الشرفي الى أن أوصله للدرجة الأولى الفرنسية , فيما لم يشرف على أي فريق كبير بأهداف كبيرة و هو ما يجعل خيار تنصيبه على رأس الخضر خلفا لحليلوزيتش مثيرا للحيرة لم يدرب أي منتخب طيلة مسيرته في نفس السياق لم يتول غوركوف تدريب أي منتخب طيلة مسيرته و هو ما يجعل من الصعب عليه تولي قيادة الخضر أين يختلف تدريب الأندية عن تدريب المنتخبات ففي المنتخب لن يجد غوركوف مجموعة من اللاعبين تتدرب تحت اشرافه طيلة الموسم أين سيكون مطالبا بعمل مكثف مع مجموعة من اللاعبين لا يعرفهم جيدا في ظرف وجيز و في تربصات قليلة الامد و هو ما لم يتعود عليه غوركوف الذي لا يعرف طبيعة العمل مع المنتخبات كما لم يسبق له خوض تجارب في القارة السمراء التي تحتاج للخبرة في التعامل معها , و يكفي ضرب المثال بالمدرب فابيو كابيلو الذي حقق نجاحات خارقة للعادة كمدرب لجوفنتوس و ريال مدريد إلا انه فشل فشلا ذريعا مع منتخبي انجلترا و روسيا فرق شاسع بينه و بين حليلوزيتش .. ولكن رغم ذلك لا يجب الحكم عليه باكرا في الأخير و رغم الفارق الكبير بينه و بين المدرب وحيد حليلوزيتش أين تعود الأفضلية للبوسني في ظل خبرته الكبيرة و العمل الكبير الذي قام به و انجازاته التي لا ينفيها أي كان , إلا أنه لا يجب الحكم باكرا على المدرب الذي يبقى بحاجة لفرصته و الحكم عليه بعد بداية عمله على راس الخضر حيث من المنتظر ان يباشر مهامه في تربص الخضر شهر اوت القادم تحسبا لانطلاقة تصفيات كأس افريقيا 2015