كشفت مصادر عليمة من داخل مركب "أرسيلور ميتال" للحديد والصلب بولاية عنابة، أن الدولة تعتزم تأميم المركب بنسبة 100 بالمائة وذلك في ظل رغبة كبيرة من الشريك الهندي لبيع حصته فيه. أكدت المصادر ذاتها أن الحكومة دخلت، مؤخرا، في مفاوضات جدية مع الشريك الهندي “أرسيلور ميتال” لشراء حصة ال 49 في المائة التي يمتلكها في مركب الحديد والصلب، حيث يشرف وزير الصناعة والمناجم على هذه المفاوضات، وتأتي تحركات الدولة بعد الرغبة التي أبداها الشريك الهندي من أجل بيع حصته، وذلك في ظل المشاكل التي يعاني منها المركب خصوصا تلك المتعلقة على توقف الإنتاج وذلك منذ مطلع شهر رمضان، حيث توقف الفرن العالي وهو ما أدى إلى توقف العديد من الوحدات الأخرى، كل هذه الأمور كبدت المركب العديد من الخسائر، خصوصا وأن برنامج الاستثمار الدولة الذي أقرته الدولة بعد تأميمها للمركب، والمقدر بمليار دولار لم يعرف طريقه للتطبيق، حيث يجري حديث حاليا داخل المركب عن سرقة أموال معتبرة من الشطر الأول من أموال الاستثمار التي كانت من المفترض أن يتم تجديد بها عدد من وحدات المركب ومن بينها الفرن العالي، وفي حال تمكنت الدولة من تأميم المركب فإن ذلك من شأنه أن ينقذ المركب من الإفلاس وينقذ حوالي 5000 عامل من التسريح. في سياق آخر كشفت مصادر “اخر ساعة” أن كل المؤشرات داخل “عملاق” الحديد والصلب توحي بقرب غلقه ولو لفترة مؤقتة، وذلك حتى يتسنى للمشرفين عليه تجديد وحداته والتي يأتي على رأسها الفرن العالي، فحسب المصادر ذاتها فإن هذه العملية سيتكفل بها خبراء روس، فيما كشفت مصادر أخرى أن إعادة تجديد بعض وحدات المركب قد يستغرق عام على أقل تقدير، وهو ما يعني أن العمال سيجدون أنفسهم مجبرين على الخروج في بطالة إجبارية ولو أنها مؤقتة. إن هذه الوضعية الكارثية التي يعيشها المركب الذي كان بالأمس القريب مفخرة للصناعة الجزائرية، تسببت فيها بالدرجة الأولى “مافيا الفساد والتخلاط” التي نهبت المركب على مدار سنوات جاعلة منه البقرة الحلوب التي تذر عليهم المليارات، فرغم أن هذه البقرة دخلت مرحلة الاحتضار في الفترة الأخيرة إلا أن هذه “المافيا” لم تدعها وشأنها وظلت تحلبها وتخلق صراعات نقابية بين الفينة والأخرى، لأن مصالحها تتغذى من هذه الصراعات الضيقة واضعة بذلك مصير مركب حجم “الحجار” على المحك.