شهدت المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، صبيحة يوم أمس حادثا مروعا تمثل في انحراف قطار قادم من محطة اغا العاصمة باتجاه محطة الثنية ولاية بومرداس عن سكته، مسفرا عن مقتل امرأة في الخمسينيات من عمرها وجرح 93 شخصا. انحرف في حدود الساعة الثامنة من يوم أمس القطار رقم ( 52 ) ما بين محطة حسين داي و الخروبة عن سكته، بالمكان المسمى «لافارج»، وهو القطار المؤمن للرحلة القادمة من الجزائر العاصمة باتجاه محطة الثنية ولاية بومرداس، والذي انقسم إلى ثلاثة أجزاء في مشهد تقشعر له الأبدان وتدمع له العيون، مسفرا عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 57 عاما بعد التصاقها بعمود حديدي للقطار ما صعب على أفراد الحماية انتشالها، كما أسفر الحادث عن جرح 93 شخصا تم نقلهم على جناح السرعة إلى كل من مستشفى «مصطفى باشا الجامعي»، «بارني» بحسين داي ومستشفى «زميرلي» بالحراش وسط تجند كبير للأطباء على مستوى الاستعجالات. هذا وقد أحدث خبر انحراف القطار المؤمن لرحلة العاصمة الثنية، فور بثه عبر وسائل الإعلام، هلعا كبيرا وقلقا في الوسط العاصمي، خاصة لدى العائلات التي اعتاد أبناؤها على ركوب نفس الرحلة، ما أدى إلى ذهابهم فورا إلى مكان الحادث ومن ثم إلى مستشفيات بارني وزميرلي ومصطفى باشا للاطمئنان على فلذات أكبادهم أو أبائهم، لينهار عدد كبير منهم بعد تأكدهم من إصابة أفراد من عائلاتهم لدى اطلاعهم على قائمة أسماء الجرحى عند مدخل الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي، بالإضافة إلى توافد عدد كبير من المواطنين للتبرع بالدم، أين شهدت هذه المستشفيات اكتظاظا لا مثيل له، وهو ما أدى إلى عدم تمكن الأطباء من معاينة الجرحى الذي غادر غالبيتهم المستشفى بعد تلقيهم العلاج. وقد أرجع عدد من الأشخاص الذين عايشوا الحادثة سبب انحراف القطار الذي كان متجها إلى محطة الثنية بولاية بومرداس إلى السرعة الفائقة الذي كان يسير بها سائق القطار»يونس ديلمي»، والذي يتواجد حاليا على مستوى غرفة الإنعاش بمستشفى بارني، في حين أوضح عدد آخر من الركاب أن السائق توقف لثانيتين أو اقل لينقلب بعدها القطار، لتبقى الأسباب مجهولة إلى حين تمكن لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها الوزير الأول عبد المالك سلال» الذي توجه فورها إلى مكان الحادث ومن ثم إلى المستشفى لتفقد الجرحى، غالى الأسباب الحقيقية التي أدت بالقطار إلى الخروج عن سكته بعد اطلاعها على محتوى العلب السوداء الثلاثة التي تم العثور عليها مكان الحادث.وتجدر الإشارة إلى توقف حركة القطارات بالعاصمة، أين يتم إجلاء القاطرات ال6 المنحرفة عن طريقها، والتي تعرض جزء كبير منها إلى التلف بشكل كبير حسب عمال السكة الحديدية المتواجدون بعين المكان. فيما أمر غول بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة سلال يزور المصابين للاطمئنان على صحتهم ويلح على الإسراع في معرفة الأسباب مازوز بوعيشة زار عبد المالك سلال المصابين ضحايا القطار الذي انحرف عن خط سيره ، صباح أمس على مستوى محطة حسين داي بالجزائر مخلفا وفاة امرأة (55 سنة) و جرح مالايقل عن90 شخص آخر،حيث أكد سلال على ضرورة الاسراع في تعيين لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث، أين أمر بالتعجيل في تعيين اللجنة التي سوف تطلع على العلبة السوداء لمعرفة مسببات هذه الفاجعة،و في ذات السياق طلب سلال بضرورة الاسراع في تحرير السكة الحديدة من بقايا القطار المحطم للسيرورة العادية للقطارات بهدف عدم تعطيل المسافرين عن مصالحهم،للإشارة فان القطار الذي كان قادما من محطة آغا بالجزائر العاصمة باتجاه مدينة الثنية بومرداس قد انحرف في حدود الساعة 8 سا و 10 د عن خط سيره قبل أن يبلغ محطة حسين داي بحوالي 150 متر.و حسب الملازم الأول المكلف بالاعلام لدى مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر سفيان بختي فإن المصابين قد تم إسعافهم و نقلهم إلى عدة مستشفيات (مصطفى باشا و بارني و القبة) و هم يشكون من مختلف الاصابات منها الخطيرة و الأقل خطورة، كما تم التكفل بالمصابين من حيث الحالة النفسية و الذين كانوا مصابين بحالة من الذعر و الهلع.، من جهة اخرى شكلت وزارة النقل لجنة تحقيق تشرف عليها المفتشية العامة لمعرفة أسباب الحادث ،حيث جاء في بيان لوازرة النقل. أنه على اثر الحادث الأليم الذي وقع صبيحة أمس تم بأمر من وزير النقل الذي عاد مسرعا من النمسا ، تشكيل لجنة تحقيق على مستوى الوزارة تشرف عليها المفتشية العامة،فيما شكلت المؤسسة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية هي الاخرى لجنة ثانية على مستواها للكشف عن الاسباب هذا وأوضح البيان أنه تم تشكيل خلية ازمة مشتركة لمتابعة عمليات اجلاء الجرحى ومتابعة الخسائر المادية والبشري ، كما تم الانطلاق في اخلاء مكان الحادث من الحطام واعادة تهيئة خط السكك الحديدية المتضررة من اجل استئناف رحلات القطار أمس.وذكر البيان أن وزير النقل قام مباشرة بعد عودته من زيارة العمل التي قادته الى النمسا بزيارة الجرحى والمصابين للاطمئان على صحتهم والتواصل مع أهاليهم.