تعيش حاليا أغلب مناطق ومدن ولاية أم البواقي، أزمة حادة في مادة حليب الأكياس لم تشهدها منذ فترة طويلة بسبب الاختفاء الكلي والنقص الفادح في أكياس الحليب، وندرتها في الكثير من المحلات التجارية، ليبقى المستهلك هو الطرف الضعيف في هذه المعادلة، لاسيما في القرى والمداشر المنعزلة، التي لم تصلها هذه المادة حسب بعض السكان، الأمر الذي أثار استياء شديدا لدى أغلبيتهم ، والذين أنهكهم التنقل من محلّ إلى آخر ومن بلدية إلى أخرى للظفر بكيس واحد من الحليب ويروي هؤلاء يومياتهم مع كيس الحليب، وكيف أنهم يستيقظون باكرا للوقوف في طوابير لا متناهية ، ينتظرون وصول شاحنة توزيع الحليب ليجبر بعدها عدد منهم على اخذ كيس حليب بقرة مقابل كل أربعة أكياس حليب عادي من طرف البائع. كما أكّد آخرون أنهم ولتفادي هذه الازدحام والوقوف في طوابير فإنهم يفضلون شراء كيس حليب بمبلغ 30 دج بدل 25 دج من طرف الوسطاء الذين وجدوا في مصائب المواطنين فوائد لهم، فيما استاء بعض الزبائن من التجار الذين يرفضون بيع الحليب، حيث يفضلون زبائنهم الدائمين، في حين يخفي بعض التجار الأكياس مباشرة بعد وصولها ويبيعونها خفية لزبائنهم الدائمين فقط، فيما وجد آخرون من الميسورين ماديا وحتى ذوي الدخل المتوسط أنفسهم مجبرون على اقتناء علب الحليب التي يتراوح سعرها بين 280 دج إلى 360دج، لتوفير هذه المادة الأساسية لأبنائهم. وكان مصدر مطلع من مديرية التجارة لولاية أم البواقي قد أرجع مؤخرا أزمة حليب الأكياس التي تشهدها الولاية، إلى غياب مخطط دقيق للتوزيع واحتياج الولاية إلى 40 ألف لتر إضافية لتغطية العجز المسجل على اعتبار أن الأخيرة تحتاج إلى 150 ألف لتر يوميا، وتنتج 110 ألف لتر من الحليب بما فيها حليب الأبقار عبر ملبناتها الخمسة المتواجدة بكل من عاصمة الولاية وعين البيضاء ومسكيانة وعين فكرون في انتظار الملبنتين المتواجدتين بكل من أولاد حملة وفكيرينة. كما أكد مصدرنا بأنه ولتغطية العجز تم الاستنجاد بمتعاونين من ولايات خنشلة وقسنطينة، سكيكدة إلى غاية إيجاد حل للازمة المطروحة.