ما تزال قرارات التقشف التي أعلنت عنها الحكومة خلال الأسابيع الأخيرة والتي ستجمد العشرات من المشاريع التنموية والقاعدية عبر التراب الوطني تنغص مضاجع الجواجلة الذين يتخوفون من انعكاسات هذه القرارات على مستقبل ولايتهم التي تئن منذ سنوات تحت وطأة الفقر والتخلف المزمنين واللذين زادا معيشة سكانها بؤسا على بؤس . وحذر سياسيون وبرلمانيون ينحدرون من عاصمة الكورنيش من انعكاسات قرارات التقشف التي أعلنت عنها مصالح رئاسة الحكومة مؤخرا والتي ستجمد بموجبها عديد المشاريع التي لم تنطلق بعد على وتيرة التنمية بولاية جيجل ، مؤكدين بأن الولاية (18) ستكون في مقدمة الولايات الجزائرية التي ستدفع فاتورة هذه القرارات أو بالأحرى الأكثر تضررا من تبعتها التي ستظهر على المديين القصير والمتوسط .وحذر المعنيون على هامش الجامعة الصيفية التي أنتظمت مؤخرا بعاصمة الكورنيش من التأثيرات الكارثية لبعض القرارات المذكورة على جملة من القطاعات الحيوية بالولاية وفي مقدمتها قطاع الصحة الذي سيفقد عددا كبيرا من المشاريع الهامة بما فيها بعض المستشفيات التي كان من المفروض أن تستفيد منها بعض مدن الولاية لسد العجز الفادح الذي يعانيه قطاع الصحة وتخفيف العبء على المستشفيات الثلاثة التي تتوفر عليها ولاية جيجل حاليا ، ولن تقتصر هذه التأثيرات على قطاع الصحة بل ستمس قطاعات أخرى لاتقل حيوية على غرار قطاعات النقل ، الأشغال العمومية ، وحتى السكن وهي القطاعات التي ستفقد جملة من المشاريع الهامة التي كانت ستحقق نقلة نوعية في حياة سكان عاصمة الكورنيش بعد أن أحيلت على الثلاجة مشروع “الترامواي “ الذي سيربط القطب الجامعي الثالث بمنطقة تاسوست ، مرورا بمشروع التيريفيريك وانتهاء بمشروع تحديث خط السكة الحديية الرابط بين جيجل ورمضان جمال وكذا ذلك الذي من المفروض أن يربط جيجل بولاية سطيف وهذا دون الحديث عن مشروع الطريق السريع الذي سيربط ميناء جن جن بالطريق السيار والذي لايزال الغموض يلف مصيره رغم الإنطلاق في إنجاز بعض المنشآت الفنية التابعة له على غرار الجسر العملاق المحاذي لسد تابلوط .ولم يتوقف المعنيون عند التحذير من انعكاسات تجميد المشاريع المذكورة على عجلة التنمية بولاية جيجل وحرمان هذه الأخيرة من غلاف مالي يفوق الأربعة ملايير دولار أمريكي ، بل حذروا كذلك من الإنعكاسات الكارثية لذلك على مستقبل الولاية التي قد تتراجع بسنوات إلى الوراء بعد القفزة التي حققتها في السنوات الماضية من خلال جملة الإنجازات التي تحققت خصوصا في قطاع الأشغال العمومية .