مازالت حديقة الحيوانات برابطية تواجه مصيرا غامضا ومهددة بالغلق بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها منذ فترة طويلة بعد فك ارتباطها بحديقة ابن عكنون منذ شهر أوت من سنة 2013. إن أزمة التسيير التي تعانيها الحديقة بسبب غياب إطار قانوني لها وتعطل عملية خلق المؤسسة الولائية لتسييرها، ومنذ قرابة سنتين من إيداع ملف خلق هذه المؤسسة على مستوى وزارة الداخلية وهو الملف الذي لم يظهر عليه أي خبر في ظل مشاكل كبيرة يتخبط فيها هذا المرفق العمومي للتسلية خصوصا ما تعلق بحياة الحيوانات المتواجدة بها وإمكانات تمويل هذه الحديقة ، حيث ذكرت في مصادر منتخبة من المجلس الشعبي الولائي في إحدى دوراتها السابقة أن أكثر من 50 حيوانا هلك بسبب ظروف إقامتها ومعاناتها من عدم توفر العديد من الشروط على غرار الإطعام اللازم والتلقيح وتوفير الظروف المناخية الملائمة للحفاظ على هذه الثروة الحيوانية، وهو العدد المرشح للزيادة مستقبلا في هلاك عدد أخر من هذه الثروة في ظل غياب الدعم المالي للحديقة التي تحوز بحسابها المجمد على الملايير على مستوى الخزينة العمومية بالولاية. كما إنعكست هذه الأزمة على عمال الحديقة الذين لم يتقاضوا أجورهم لثلاثة أشهر خاصة وان مناسبة عيد الأضحى على الأبواب بالإضافة إلى منحة المردودية، ولم يكن هذا التأخر في دفع أجور عمال الحديقة المرة الأولى بل عانى هؤلاء من تأخر دفع أجورهم في ظل هذه الوضعية القانونية المعقدة للحديقة ما استدعى تقديم إعانات مالية من المجلس الولائي بين الوقت والأخر وفي محاولة لإنقاذ وضع هذا المكسب الثمين للولاية الذي أعطاه أهمية كبيرة الوالي السابق الذي جند بعض المقاولين المحليين للعمل تطوعا بهذه الحديقة التي كانت من قبل عبارة عن خراب بعد ان التهمت نيران إحدى المواسم الصيفية الماضية جزءا من الحديقة والمساحات المجاورة لها، حيث تم خلق هذه الحديقة من العدم وتهيئتها كما تم انجاز محلات تجارية وحديقة تسلية بجوارها ما جعلها قبلة للزوار من مختلف الولايات المجاورة لولاية الطارف، وقد أسندت مهمة تسيير هذه الحديقة بعد فتحها إلى إدارة حديقة بن عكنون بالعاصمة إلا أن هذه الأخيرة استحوذت على أموال الحديقة دون تقديم خدمات جديدة أو المحافظة على هذا المكسب وهو الأمر الذي دفع السلطات الولائية في ذلك الوقت إلى فك هذا الارتباط وعملوا على خلق مؤسسة ولائية لتسييرها وفق التنظيمات المعمول بها، ومنذ إيداع الملف لدى الجهات العليا المسؤولة منذ قرابة سنتين لم يتم الإفراج عن الملف في ظل سياسة التقاعس التي تحلت بها السلطات الولائية دون تحريك هذا الملف الذي يبدو انه غاب في زحام ملفات أخرى بوزارة بدوي هذا في ظل الخطر الكبير الذي يهدد حياة الحيوانات بالحديقة التي يبدو كذلك أنها تسير نحو الغلق لهذا المكسب الكبير لولاية الطارف التي استهلكت أكثر من 45 مليار سنتيم لإنجازها وتمكنت في ظرف قياسي من تحقيق أكثر من 10 آلاف زائر في الأسبوع بالنظر لموقعها الجميل والأصناف الحيوانية النادرة بالإضافة إلى حديقة الألعاب والتسلية المتواجدة بها.