تواجه حديقة الحيوانات برابطية المتواجدة بإقليم بلدية القالة بالطارف مصيرا غامضا ومهددة بالغلق بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها منذ فترة طويلة وفك ارتباطها بحديقة بن عكنون منذ شهر أوت من سنة 2013. وحسب مصادر مطلعة فإن أزمة التسيير التي تعاني منها الحديقة بسبب غياب إطار قانوني لها وتعطل عملية خلق المؤسسة الولائية لتسييرها تسبب في مشاكل كبيرة للحديقة خصوصا ما تعلق بحياة الحيوانات المتواجدة بها، حيث ذكر أعضاء الهيئة المنتخبة الولائية في إحدى دوراتها السابقة أن أكثر من 50 حيوانا هلك بسبب ظروف إقامته ومعاناته من عدم توفر العديد من الشروط على غرار الإطعام اللازم والتلقيح وتوفير الظروف المناخية، وهو عدد قال هؤلاء أنه مرشح للزيادة مستقبلا في ظل غياب الدعم المالي للحديقة التي خصصت لها حصة مالية تقدر بأكثر من 3 ملايير سنتيم مخزنة في حسابها المجمد على مستوى الخزينة الولائية. كما انعكست هذه الأزمة على عمال الحديقة الذين لم يتقاضوا أجورهم منذ ستة أشهر، ما استدعى تقديم إعانة مالية من المجلس الولائي بمبلغ 400 مليون سنتيم لدفعها للمرة الثانية في أقل من خمسة أشهر. وفي محاولة لإنقاذ وضع هذا المكسب للولاية من طرف الوالي الذي يطالب أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بالحديقة لدفع مستحقات الكراء التي قدرتها بعض المصادر بأكثر من 500 مليون سنتيم تمثل مخلفات 18 شهرا منذ سبتمبر 2013 مهددا بغلق محلاتهم في حالة رفضهم دفع الكراء بحجة تعاقدهم مع مؤسسة الوئام لبن عكنون وانعدام أي رابط قانوني لهم مع حديقة برابطية بالطارف. وقالت مصادر من الحديقة أن الوفيات المتعلقة بالحيوانات تحدث بوتيرة سريعة خصوصا ما يتعلق منها بالظروف المناخية، ما يهدد بهلاك أصناف نادرة جدا بالحديقة على غرار ثعبان الأصلة والأسد الأبيض وصغار التماسيح التي تم إنقاذها بأعجوبة عقب هلاك خمسة منها قبل أشهر، ما يجعل الحديقة قاب قوسين أو أدنى من الغلق النهائي وهي التي استهلكت أكثر من 45 مليار سنتيم لإنجازها وتمكنت في ظرف قياسي من تحقيق أكثر من 10 آلاف زائر في الأسبوع بالنظر لموقعها الجميل والأصناف الحيوانية النادرة بالإضافة إلى حديقة الألعاب والتسلية المتواجدة بها.