تابع عشاق السينما ليلة أول أمس الفيلم الجزائري "مادام كوراج" في أول عرض له بأرض الوطن بعد مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية وهو عمل من إخراج المخرج الكبير مرزاق علواش ومن بطولة الممثل الصاعد عدلان جمعي،لامية بوزواوي وليليا تيلماتين حيث صفق الحضور على العديد من المشاهد المميزة كردود فعل البطل وزغرودة والدته عندما اشترى ابنها اللحم ،و أزال مرزاق علواش اللثام عن بعض الوقائع المريرة في المجتمع الجزائري وما يعانيه الشباب والعائلات الجزائرية يوميا في حياتهم بسبب حالته الاجتماعية الصعبة،وتعاطف الجمهور كثيرا مع شخصية البطل “عمار” المراهق الذي يسرق من أجل كسب قوت عيشه ولكي يشتري الحبوب المهلوسة و”مادام كوراج” لتنسيه الواقع الذي يعيش فيه زيادة على أنه يتيم الأب فإنه يقطن في بيت فوضوي رفقة والدته الماكثة في البيت والتي تتابع دائما الحصص الدينية باهتمام كبير وأخته التي يستغلها رجل آخر من أجل كسب الأموال عن طريق عرض جسدها في الأنترنت بعد أن اشترى لها جهاز كمبيوتر محمول،وأبرز مرزاق علواش شخصية “عمار” الذي وقع في حب تلميذة قام بسرقة قلادتها ثم أعادها لها وأظهر الوجه الحسن لهذا الشاب الذي يملك عواطف ومشاعر رغم فقره ومشاكله وأبسط الأشياء كانت تفرحه،كما أظهر “النيف” الجزائري وطريقة انتقام عمار لأخته التي تعرضت للضرب المبرح من طرف صديقها الذي طلب منها الإطاحة بأكبر عدد من الضحايا عبر الشبكة العنكبوتية وأظهر مرزاق علواش العنف الذي تتعرض له الفتيات اللواتي يملكن سيرة سيئة في مشهد عنيف حينما ضربها صديقها،كما كشف بطريقة غير مباشرة أن الحبوب المهلوسة والأسلحة البيضاء في المتناول في بلادنا وأنه يمكن الحصول عليها بسهولة،كما يوجد شخصيات آخرى في هذا العمل السينمائي وهي عائلة الطفلة سلمى والتي يعاني والدها المسن من المرض وهي تعيش في ظروف حسنة مقارنة ب “عمار” وأبقى مرزاق علواش نهاية الفيلم مفتوحة على كل الاحتمالات حيث كان البطل “عمار” يرغب في الاعتداء على شقيق سلمى الشرطي الذي ضربه وعنفه بعد أن قبض عليه ونجا “عمار” من الموت بعد قدوم أصدقاء صديق أخته “مختار” إلى بيته الفوضوي من أجل الإنتقام منه،واستعمل مرزاق علواش في هذا الفيلم بعض الكلمات النابية التي تسمع في المجتمع الجزائري المعروف بعنفه اللفظي وهو ما أشار إليه المخرج في الندوة الصحفية التي تمنح قوة أكبر للمشهد من الناحية السينمائية،كما أن متابع الفيلم يستمع في كل مرة في العديد من المشاهد لصوت الأذان الذي يشير إلى الجانب الديني خاصة أن الفيلم شارك في مهرجانات عالمية.