تشهد الأروقة القديمة بمدينة الميلية ولاية جيجل أجواء من التشنج والغليان منذ أول أمس الجمعة وذلك على خلفية إقدام أحد المستثمرين الخواص على محاولة تهديم المحلات المتواجدة وسط هذه الأروقة وطرد أصحابها بالقوة من أجل بناء محلات جديدة مكانها وهي المحاولة التي نجم عنها خصام حاد بين أصحاب المحلات المذكورة وبعض العمال الذين استقدمهم المستثمر من أجل تنفيذ عملية التهديم قبل أن يدخل التجار في اعتصام مفتوح داخل هذه المحلات من أجل الحيلولة دون تنفيذ قرار تهديمها .وقد كادت الأمور أن تخرج عن نطاق السيطرة صبيحة الجمعة بعد تصدي التجار الذين يفوق عددهم ال 80 تاجرا للجرافة التي جلبها المستثمر المذكور وكذا العمال الذين استعان بهم حيث رفضوا السماح لهذا الأخير بتنفيذ عملية التهديم وسط أجواء من الغليان وهو ما استدعى تدخل قوات الشرطة قصد الحيلولة دون وقوع اشتباكات بين الطرفين ،ما دفع بالتجار إلى تنظيم وقفة احتجاجية والتوجه إلى مقر الدائرة لطلب تدخل رئيس هذه الأخير وكذا رئيس المجلس الشعبي البلدي رغم أنهما كانا في عطلة بحكم أن الحادثة تزامنت مع يوم الجمعة ، وقد اتصل بنا عدد من التجار الذين أنحوا باللائمة على المستثمر الذي أقدم حسبهم على تنفيذ قرار انفرادي بتهديم الأروقة القديمة التي كانت تعيل آلاف العائلات ، مؤكدين بأن المعني لم يمنحهم أية مهلة من أجل إخلاء محلاتهم أو القيام بتصرف قانوني آخر يحمي حقوقهم المشروعة ، وأضاف التجار الذين تحدثوا الى « آخر ساعة» بأن الأروقة القديمة التي يملكون محلات بداخلها والذين أعادوا ترميم جزء منها بعض تعرضها للحرق في وقت سابق كانت تحت ملكية شركة ذات أسهم والتي تتشكل من العمال الذين استفادوا من هذه الأورقة بموجب عقد امتياز صدر سنة 2013 في إطار تنازل الدولة عن بعض ممتلكاتها لصالح العمال ، غير أن هؤلاء قرروا مؤخرا بيع أسهمهم في هذه الشركة لهذا المستثمر دون استشارة أصحاب المحلات الذين كان يمكن أن يبادروا إلى شرائها بدل منحها لهذا المستثمر الذي قرر دون سابق إنذار حسب التجار دائما تهديم الأروقة وإحالة مئات العمال على البطالة وهو الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا قال المحتجون الذين ناشدوا كل الأطراف وفي مقدمتها والي الولاية من أجل التدخل لحل قضيتهم والإبقاء على قوت عائلاتهم المهددة بالضياع من وراء هذا القرار الذي وصفوه بالجائر .