تقع بلدية الزيتونة غرب ولاية سكيكدة وتبعد عنها بحوالي 90كلم تتربع على مساحة تقدر ب 42.12 كلم وبتعداد سكاني بلغ8900 نسمة، تعتبر بلدية الزيتونة من أقدم بلديات الوطن، كانت تسمى إبان الإحتلال الفرنسي "بيسمبورغ" وتعني برج بيسو، نسبة إلى احد المعمرين الذي سكن المنطقة.عانت المنطقة ككل من ويلات وهمجية الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس فيها فحرق منشآتها وقتل أبرياءها وشرد الكثير من مواطنيها، ورغم هذا لاتزال البلدية شامخة وهي تسعى جاهدة للحاق بركب الحضارة والتمدن إذ استطاعت بفضل السياسة الحكيمة لمسؤوليها أن تعيد الكثير من المنشآت إلى النور وتحرك آلة التنمية إلى الواجهة. جريدة "آخر ساعة"كانت لها رقفة مع رئيس بلديتها السيد "أمصبيح عبد الحميد" فكان لها هذا الربورتاج . الإنارة الريفية : أثناء الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى بلدية الزيتونة لاحظنا الحركة الدؤوبة لعمال البلدية على طول الطريق الذي يقطعها وهي النقطة التي بدأنا بها أسئلتنا فكانت إجابة رئيس البلدية أنها عملية تركبي أعمدة كهربائية لأن البلدية استفادت من غلاف مالي يقدر ب 5 ملايير سنتيم اقتطع جزء منه للإنارة العمومية، هذه العملية التي تعرف تحسنا كبيرا خاصة ومعظم القرى استفادت من الإنارة بحيث لم يبق إلا الزيتونة مركز والذي هو في طور الإنجاز . المياه الصالحة للشرب أكد رئيس بلدية الزيتونة أن جميع قرى ومشاتي البلدية استفادت من الماء الصالح للشرب، وهي السياسة التي اتبعتها البلدية لمحاربة نزوح السكان نحو مقر البلدية، ورغم هذا يبقى مواطنو الزيتونة مركز يعانون نقصا فادحا في توزيع هذه المادة الحيوية، وللقضاء على مشكل المياه الصالحة تم تسجيل مشروع التزود بالمياه الصالحة للشرب من سد بني زيد، المشروع قيد الدراسة وقد وعد والي الولاية بتجسيده في القريب العاجل. قطاع السكن تعتبر بلدية الزيتونة من البلديات الرائدة في مجال السكن رغم الإستفادة القليلة من عدد السكنات وهذا بفضل البناء الريفي والإعانات المالية سواء منها المخصصة للترميم أو البناء بحيث استفادت البلدية من مجموع 130 حصة بنوعيها (ترميم وإعانة مالية) وزعت كلها على أصحابها قاطني القرى والمداشر وهو الشيء الذي قلل من الضغط على السكن الذي يبقى الطلب عليه في تزايد وفي هذا الصدد استفادت البلدية من 90 سكنا، 60منها في طور الإنجاز، وفي هذا الصدد تأمل البلدية أن تستفيد من سكنات ريفية أخرى كما تأمل أن تلبى كافة طلبات الراغبين في الحصول على الإعانات المالية والمقدرة بحوالي 100 طلب . الصحة تتوفر بلدية الزيتونة على مركز صحي مجهز بكافة التجهيزات الضرورية للعلاج حيث يتوفر المركز على جناح خاص بالكشف بالأشعة إضافة إلى مركز للتحاليل الطبية، كما يتوفر على عدة أطباء عامين وأطباء أسنان، المركز الصحي به جناح خاص بالتوليد، كما قامت البلدية بتجهيزه بسيارة إسعاف حديثة وقامت بالتنسيق مع مسؤولي المركز بفتح الاستعجالات الطبية وهي تعمل الآن 24 ساعة في اليوم، وهو الشيء الذي مكن بلدية الزيتونة من أن تكون رائدة في مجال التغطية الصحية، للتذكير أيضا فقرى البلدية تتوفر على قاعة علاج خاصة بالحقن والإسعافات الأولية. الطرق تجري الآن أشغال تهيئة الطريق الولائي رقم 132 الرابط بين البلدية ومدينة القل على مسافة 14 كلم وهو الأمر الذي يساعد كثيرا في فك عزلة البلدية عن العالم الخارجي والذي عرفته على مدى عدة سنين، أما فيما يخص طرقات البلدية فهي تعرف تدهورا كبيرا صعب كثيرا التنقل من وإلى مركز البلدية، ورغم مجهودات البلدية إلا أنها بقيت عاجزة أمام قلة الإمكانات المتاحة ومنه فالبلدية تنتظر إعانات مالية من أجل فك العزلة عن مداشر وقرى البلدية رغم استفادتها من إنشاء طريق قريتي آنسيم زوبوخزر على مسافة 1 كلم إلا أن بقية الطرق تبقى في تدهور مستمر. التربية والتعليم استفادت بلدية الزيتونة من عدة أغلفة مالية بغرض ترميم كافة المؤسسات التربوية والمقدرة بسبع ابتدائيات كما استفادت كذلك من أغلفة مالية أخرى خاصة بتهيئة المطاعم المدرسية، بلدية الزيتونة تتوفر كذلك على متوسطتين واحدة منهما حولت إلى ثانوية وهو الأمر الذي جعل الضغط يزداد كل سنة دراسية على المتوسطة الوحيدة وحتى الثانوية أصبحت عاجزة عن استقبال مئات الطلبة القادمين من كل من الزيتونة وبلدية قنواع وعليه فمواطنو الزيتونة يأملون في أن تستفيد بلديتهم من ثانوية، وقد علمنا أن السلطات المحلية قدمت ملفا خاصا بقطاع التعليم الثانوي إلى السلطات الولائية وهم يأملون في أن تبرمج لهم ثانوية في القريب العاجل. قطاع الشباب والرياضة تعتبر بلدية الزيتونة من البلديات التي تزخر بطاقات شبانية هائلة أغلبهم إطارات تخرجوا من الجامعات والمعاهدة الوطنية، وهو الأمر الذي وضع البلدية في مأزق حقيقي تجاه الطلبات الكثيرة للشباب البطال، فالبلدية تفتقر إلى مؤسسات صناعية بإمكانها امتصاص عدد البطالين وهو ماحذا بالبلدية إلى اتباع سياسة التشغيل في إطار الشبكة الاجتماعية، حتى هذه الأخيرة غير كافية للحد من ظاهرة البطالة بالبلدية لقلة مناصب الشغل الممنوحة للبلدية وهو ما جعل المسؤولين يفكرون بجدية أكثر للقضاء على هذه الظاهرة حيث بدأ الاتصال ببعض أرباب العمل من أجل الاستثمار في البلدية هذا من جهة ومن جهة ثانية تحاول البلدية خلق مؤسسات مصغرة خاصة في مجال الخشب والفلين الموجودين بكثرة في البلدية، أما القطاع الرياضي فقد سعت البلدية إلى إنشاء ملاعب جوارية ومساحات لعب في كل قرى البلدية وهي الأماكن التي وجد فيها الشباب ضالته في انتظار إتمام الشغال على الملعب البلدي.. بلدية الزيتونة ورغم لأنها تتوفر على دار الشباب إلى أن نشاطاتها تبقى جد محدودة.لا تلبي طموحات شباب المنطقة ، وهو ما جعل البلدية تفكر في بناء بيت شباب ثاني حيث انتهت أشغال بنائها ولم يبق إلا عملية تجهيزه بعد حصول البلدية على غلاف مالي إضافي ودائما في إطار طموحات الشباب فقد انتهت كذلك أشغال بناء مكتبة بلدية إذ لم يبق إلا تجهيزها بمختلف الكتب والتي من شأنها أن تلعب دورا كبيرا في لم شباب المدينة المتعطش لمثل هذه المؤسسات. التنمية المحلية استفادت البلدية من مبلغ مالي يفوق الأربعة ملايير سنتيم وزعت على عدة مشاريع تنموية خاصة منها مشروعا التهيئة العمرانية وتصريف المياه القذرة كما استفادت البلدية وفيما يخص الجانب الأمني من مشروعين الأول خاص بالحرس البلدي والذي استفاد من مقر جديد والمشروع قيد الاستشارة الآن والثاني هو مشروع بناء مقر للشرطة والأشغال جارية بنسبة جد متقدمة وهو المشروع الذي يعلق عليه مواطنو البلدية آمالهم لأنه يساعد كثيرا على استقرارهم وأمنهم خاصة إذا علمنا أن بلدية الزيتونة لم تستفد من أي جهاز أمني منذ الاستقلال. بلدية الزيتونة تحاول جاهدة أن تكون في مستوى تطلعات مواطنيها وهذا لن يتأتى إلا بالإرادة والعزيمة اللتين يتمتع بها مسؤولوها وعلى رأسهم رئيس البلدية الذي يؤكد للجريدة أنه يسعى لأن تكون الزيتونة قطبا سياحيا هاما في المستقبل القريب دون أن ينسى دور والي الولاية الكبير في دعم المشاريع في البلدية. غاز المدينة حلم هل يتحقق؟ ونحن نغادر البلدية التفت حولنا مجموعة كبيرة من المواطنين طالبين منا إيصال انشغالاتهم الى السلطات العليا وهو ما يخص غاز المدينة لأن بلدية الزيتونة من أكثر المناطق تساقطا للأمطار ويعتمد سكانها على الحطب كوسيلة الوحيدة في التدفئة لهذا فهم يعلقون آمالا كبيرة في أن يصل غاز المدينة إلى بلديتهم فهل يتحقق لهم هذا الحلم في يوم من الأيام؟