بمجرد دخول فصل الربيع واقتراب الصيف جيوش من الناموس تغزو أكثر مناطق عنابة تعاني الكثير من أحياء مدينة عنابة من هجمات أسراب الناموس فبمجرد حلول الظلام حتى تبدأ الجيوش منها في غزو هذه المناطق كالبوني والصفصاف والحجار وسيدي سالم وغيرها من المناطق وتزداد هذه الظاهرة في تفاقما بحلول فصل الصيف بصورة خاصة حيث أصبحت تؤرق الناس وتذهب عنهم النوم وتثقل كاهلهم لما ينفقونه من أموال كثيرة والتي قد لا تنفعهم في بعض الأحيان في القضاء عليها إلا لساعات محدودة حسب ما صرح لنا به بعض المواطنين كما أدلى البعض الآخر معبرين عن انزعاجهم ومقتهم الشديدين لهذه الحشرة التي يرون أن أحد أسباب وجودها هو طريقة بناء الكثير من العمارات حيث تحتوي في أسفلها على الأقبية التي تمتلئ بدورها بالمياه القذرة والجرذان ما جعل منها وسطا جيدا لنموها وتكاثرها كما أبدوا تخوفا كبيرا من أن تحمل معها بعض الجراثيم وبالتالي تعمل على نقلها إلى الإنسان حيث يحتاج الباعوض إلى الدم ليضع ما بين 100 و200 بيضة في المرة الواحدة لكل أسبوع كما أن تراكم النفايات بين المناطق الآهلة بالسكان تعد بيئة خصبة لتنامي أعداد هائلة من هذه الحشرات وخاصة في فصل الصيف كما تتسبب مياه الصرف الصحي في وجودها وتكاثرها خاصة بالمساكن الفوضوية المتواجدة في أنحاء كثيرة من ولاية عنابة أين لا تعرف هذه المساكن نظاما للصرف الصحي وبالتالي حولت جيوش الناموس حياة هؤلاء السكان إلى جحيم لا يطاق وأصابت البعض منهم بأمراض جلدية بسبب لدغها لهم هذا وأضاف لنا سكان حي 250 مسكنا بالحجار وحتى سيدي سالم بأنهم لم يشاهدوا فرق الوقاية الصحية المتنقلة لرش المبيدات إلا نادرا كما كان يجري العمل في السابق ولقد أصبح الوضع لا يطاق ويوشك على الانفجار حينما ينقطع التيار الكهربائي بالليل وطالما أن هذه الحشرة تسبب أضرار كبيرة وإزعاجا لا يحتمل خاصة عند الأطفال الشيء الذي يقلق راحتهم ويعمل على انتشار الأمراض والأوبئة مما يتطلب فعلا من كل الجهات المعنية القيام بعمليات رش المواد الكيمياوية وغيرها للقضاء على الباعوض في كل الأحياء التي تتزاحم بها هذه الحشرات الضارة وهذا الأمر ليس من قبيل المستحيل بل هو في غاية الأهمية ويعد مطلبا أساسيا لكثير من المواطنين وضرورة ملحة خاصة مع اقتراب فصل الصيف.