فصلت صبيحة أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة في جريمة قتل جد بشعة راح ضحيتها رجل صيني الجنسية بعد أن لفظ أنفاسه بطريقة وحشية من طرف أربعة أشخاص وجهوا له 22 طعنة بواسطة سكين وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 2013/02/20 حين كان الضحية يزاول عمله بصفة عادية كحارس ليلي بمشروع بناء 600 مسكن اجتماعي المحاذي لقاعدة حياة العمال الصينيين المتواجدة على مستوى بلدية سيدي عمار، ليقتحم أربعة أشخاص ورشة البناء بغرض سرقة المعدات المستعملة في عملية البناء غير أن تفطن الحارس لهم جعلهم يقدمون على إزهاق روحه بطريقة شنيعة حين وجّهوا له 22 طعنة أصابته في مختلف أنحاء جسد وأوقعته جثة هامدة بعين المكان، هذا وقد انفجرت القضية عند تلقي أفراد الضبطية القضائية بلاغا مفاده وجود شخص يحمل جنسية صينية ملقى على الأرض داخل مشروع بناء 600 مسكن اجتماعي بحي الشعيبة بسيدي عمار وكان الضحية ملطخا بالأوحال والدماء فيما كشف التقرير الطبي بعد تشريح الضحية بأنه فارق الحياة إثر تعرضه لجروح قاتلة متمثلة في 22 طعنة سكين إخترقت مختلف أنحاء جسده، وعند سماع الأعوان الذين تولوا الحراسة تلك الليلة تبين أن المشتبه فيه «ب.ح» كان ساهرا رفقة أعوان الحراسة بحكم العلاقة التي تجمعه مع أحد العمال «ت.ج»، مما جعل أفراد الشرطة تلقي القبض على المتهم «ب.ح» للتحقيق معه أين تم العثور على قطرات دم بقميصه الخارجي، وبمواجهته بالجرم المنسوب إليه أكد أنه ارتكب الجريمة رفقة المتهم «ب.غ» و «م.م» و «ت.ج»، المتراوحة أعمارهم ما بين 35 و51 الذين مثلوا جميعا صباح أمس أمام هيئة محكمة الجنايات لمتابعتهم بالتهم المنسوبة إليهم علما وأن التحقيقات المعمقة التي فتحتها الأجهزة الأمنية أفضت إلى العثور على سكين ذو حجم كبير وسكين صغير وحذاء بلاستيكي به بقع دم داخل منزل «ب.ح»، حيث صرح هذا الأخير أن المسمى «ت،ح» طلب منه قبل حوالي 3 أشهر من الحادثة الحضور بإلحاح إلى ورشة البناء لمساعدته في سرقة بعض الأغراض لإعادة بيعها، مضيفا أنه بتاريخ الوقائع اقترح المتهم «ت.ج» على المتهمين «ب.غ» ،»م.م» مساعدته في سرقة بعض الأغراض و بينما هو متواجد في الكوخ حضر كل من المسمى «م.م» و»ب.غ» وبقوا جميعا داخل الكوخ إلى غاية السادسة صباحا ثم خرج وتقدم ناحية الورشة، وأخبرهم المتهم «ت.ج» أن الأغراض موجودة في الغرفة الثالثة، وأشار بدوره إلى سهولة العملية كون العامل الصيني كان في ذلك الوقت نائما، في وقت توجه فيه إلى الغرفة التي تتواجد فيها المعدات وقام بدفع آلة التلحيم فأحدثت ضجيجا أدى إلى استيقاظ الحارس الذي توجه صوب مكان الصوت لمواجهة المتهمان «ب.غ» و»م.م» اللذان وضعا حدا لحياته حين اعتديا عليه بخنجر وأسقطاه أرضا غارقا في دمائه، يجدر الذكر بأن المتهمين الأربعة «ب.ح»، «م.م»، «ت.ج» و»ب.غ» قد تضاربت تصريحاتهم واختلفت عند الإدلاء بها أمام عناصر الضبطية القضائية وأمام هيئة المحكمة صبيحة أمس حيث أنكر معظمهم التهم المنسوبة إليهم جملة وتفصيلا، والمتمثلة في ارتكاب جناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لارتكاب جنايات أخرى كالسرقة الموصوفة باستعمال أسلحة بيضاء وجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إضافة إلى عدة تهم أخرى منسوبة إليهم جعلت ممثل الحق العام لدى النيابة العامة يلتمس ضدهم عقوبة20 سنة في حين أدانت محكمة الجنايات «ب.ح»، «ت.ج» و»ب.غ» ب 18 سنة سجنا نافذا وقررت هيئة المحكمة تبرئة المتهم «م.م» لعدم ثبوت أدلة تورطه في القضية .