مع اقتراب موسم الاصطياف الجزائريون بين الترقب واللامبالاة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة أصبح المواطن الجزائري لا يعير أدنى اهتمام لفصل الصيف الذي بات حملا ثقيلا عليه لأنه يضاعف من معاناته وبصورة خاصة صيف هذا العام الذي تزامن مع شهر رمضان ومواسم الأفراح وامتحانات شهادة البكالوريا وخلال جولتنا للشارع لمسنا ثلاثة أنواع من المهتمين بفصل الصيف فهنالك صنف لا يهمه إطلاقا الموسم وهم الأغلبية الساحقة التي أكدت معظمها بأنها لم تذهب للبحر منذ سنوات إما لظروف مهنية أن لضيق الوقت وفي حالات أخرى لغياب أبسط الإمكانيات وبالتالي فإن الصيف عند هؤلاء هو مجرد فصل كبقية الفصول مع فارق بسيط هو أن البسطاء يستطيعون العيش وتحصيل اللقمة بسهولة بفعل خيرات هذا الموسم وحسب مصدرنا فإن 50دج قادرة على تغذية عائلة فقيرة لكن يبقى البسطاء محرمين من نعمة الاصطياف، أما الصنف الثاني فهو يتكون من طبقة الموظفين والإداريين الذين يستطيعون اجتياز موسم الصيف وفق الحد الأدنى وهذا بالذهاب للبحر ولو في نهاية الأسبوع حيث أكد لنا بعضهم بأن تسهيلات البنوك في اقتناء السيارات بالتقسيط قد ساهم في السنوات الأخيرة في بروز هذه الطبقة المتوسطة التي استطاعت التأقلم مع الظروف الاقتصادية وخلق برنامج خاص بها يتلائم مع خصوصيات هذه الفئة التي تتشكل أساسا من الأسرة التربوية بأغلبية ساحقة وموظفي الإدارات العمومية الذين يلجأون إلى كراء السكنات الشاغرة بالولايات الساحلية بأسعار تتراوح بين 30 إلى 50 ألف دينار شهريا حيث تلجأ العائلات القادمة من ولايات الجنوب إلى كراء سكنات شاغرة بالقالة وسرايدي وعنابة والمرسى أما الفئة الثالثة والتي تشكل الأقلية فتتمثل في رجال الأعمال وكبار الموظفين فإن فصل الصيف عندهم يعد فرصة للاستجمام والراحة حيث يلجؤون إلى أفخم الفنادق، كما أن أغلبيتهم تفضل الذهاب إلى تونس وحسب مصادرنا فإن 600 ألف جزائري قاموا بزيارة الجارة تونس في الصيف الماضي هروبا من تدني الخدمات المحلية وغياب الأمن وحسب المراقبين فإن صيف هذا العام سيعرف عودة قوية للجزائرية المغتربين بالخارج هروبا من تبعات الأزمة المالية حيث يتوقع أن يكون شهر جويلية موعدا لحضور قياسي للمغتربين خصوصا بفعل تخفيضات التذاكر الذي أقرته وزارة التضامن الوطني. يوغرطة