شهدت محكمة الجنايات الإستئنافية أمس حضورا كبيرا من طرف المحامين والأطراف المدنية إضافة إلى توافد عدد من الشهود للنظر في قضية محاولة القتل التي تعرض لها شاب قاصر هذا وقد مثل الفاعل أمس بمجلس قضاء عنابة لمتابعته بالتهمة الخطيرة المنسوبة إليه والمتمثلة في ارتكابه جناية محاولة القتل العمدي، علما وأنه استعمل أثناء عمليته المريعة سلاحا أبيض كبير الحجم كاد أن يكون سببا في وضع حدّ لحياة والذي تعرض لاعتداء عنيف بطريقة وحشية نقل على إثره إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة حيث أجريت له عملية جراحية مستعجلة ليدخل في صراع مع الموت قبل أن تبدأ حالته في الإستقرار مع مرور الوقت، وفي ذات السياق فقد ألقت «آخر ساعة» نظرة على ملف القضية التي تعود حيثياتها إلى الثاني من شهر مارس سنة 2017 أين تلقت المصالح الأمنية التابعة لعناصر شرطة دائرة البوني نداء مستعجلا من قاعة الإرسال مفاده تعرض قاصر لاعتداء فظيع بواسطة سلاح أبيض ليتم نقله إلى مصلحة الإستعجالات الطبية التابعة للمؤسسة الإستشفائية بالحجار في وقت تم إسعافه من قبل مختصين وأجريت له عملية جراحية مستعجلة فور استلامه نظرا لخطورة الإصابة التي استهدفت الجزء العلوي من جسده وبالتحديد على مستوى قلبه، مما جعل العناصر الأمنية تتدخل لفتح تحقيق معمّق حول الحادثة لتكشف التحريات بأن الجريمة ارتكبت من طرف المسمى «س.ا» البالغ من العمر 19 سنة الذي أقدم على طعن الضحية «م.ا» صاحب الثمانية عشرة سنة باستعمال سلاح أبيض اخترق بواسطته جسده على مستوى قلبه، وقد تم سماع والد الضحية المسمى «م.م.ر» وصرح أنه بتاريخ الوقائع كان متواجدا بالجزائر العاصمة وتلقى اتصالا هاتفيا يفضي بتعرض ابنه للطعن بسلاح أبيض وهو ما جعله يعود على الفور إلى مدينة عنابة متوجها نحو المستشفى لرؤية ابنه المتواجد بغرفة الإنعاش بالحجار، أين سلمه الطبيب الشرعي تقريرا وشهادة طبية تبين بأن الضحية «م.ا» أصيب في الجهة اليسرى من الرئة اليسرى بعد أن تم الإعتداء عليه من طرف المسمى «س.ا»، ومن جهة ثانية فقد تقدم الضحية بعد الحادثة رفقة والده وبحوزته شهادة تثبت عجزه عن العمل لمدة 30 يوما وذلك من أجل إيداع شكوى ضد الفاعل ومصرحا من جهته أمام عناصر الضبطية القضائية أنه تعرض لاعتداء يوم الوقائع في حدود الساعة الثانية عشرة و 45 ظهرا بعد خروجه من الثانوية متوجها إلى مسكن جدته بالبوني، وقد أضاف الضحية بأنه صادف الفاعل بالقرب من السوق المغطاة الكائنة بالمنطقة المذكورة سالفا ودخل في مناوشات كلامية بعد أن تم استفزازه من قبل المتهم الذي تلفظ بعبارات عديدة وبقي يحدّق فيه بنظرات حقد لتخرج الأوضاع عن السيطرة حين دخلا في شجار عنيف جعل الفاعل «س.ا» يفقد صوابه ويخرج سكينا من جيبه وقام مباشرة بتسديد طعنة للضحية كادت أن تودي بحياته لولا إسراع أحد الأشخاص المتواجدين بعين المكان في إنقاذه ونقله إلى مصلحة الإستعجالات لتجرى له عملية جراحية مكث بعدها 6 أيام داخل المستشفى، في وقت صرف فيه أمس أمام هيئة محكمة الجنايات بأنه لا يزال إلى حد الساعة يعاني من مخلفات الضربة التي أثرت على جهازه التنفسي و كذا شرايين القلب، يجدر الذكر بأن والدة المتهم قد اعترفت أمام عناصر الضبطية القضائية بالجريمة المرتكبة من طرف ولدها، موضحة بدورها أن ابنها دخل المنزل بتاريخ الوقائع وثيابه ملطخة بالدماء، مخبرا إياها أنه طعن الضحية بواسطة سكين وجده مرميا على الأرض، كما أكدت أنه هرب بعد حادثة ارتكابه الجريمة، كما أن الهيئات المعنية لم تتمكن من سماع تصريحاته نظرا لتواجده في حالة فرار إلى غاية كتابة هاته الأسطر، الأمر الذي جعل ممثل الحق لدى النيابة العامة يلتمس عقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حين قررت محكمة الجنايات إدانته بعد الاستماع إلى كافة الأطراف بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا.