ووري امس رفات شهداء المقاومة الشعبية الجزائرية ال 24 الثرى بمربع الشهداء في مقبرة العالية في مراسم دفن تاريخية بعد أن ظلوا 170 سنة في متحف بباريس، فيما جرت بحضور رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وكبار مسؤولي الدولة لتختتم بتسليم الرايات الوطنية التي كنت توشح النعوش إلى أشبال الأمة من طرف رئيس الجمهورية. وقد حملت توابيت رفات الشهداء، التي انطلق موكبها الرسمي من قصر الثقافة "مفدي زكرياء"، وهي مسجاة بالأعلام الوطنية على متن مركبات عسكرية زينت بالورود لتجوب بعض شوارع الجزائر العاصمة للسماح للمواطنين من الترحم على أرواحهم الطاهرة. وتقدم الموكب الجنائزي رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي كان قبل ذلك قد ترحم على أرواح رموز المقاومة الشعبية بقصر الثقافة. ومن بين الرفات الذين استرجعت الجزائر جماجمهم، يوم الجمعة توجد ستة لقادة من المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي وهم محمد لمجد بن عبد المالك، المدعو بوبغلة الذي قاد مقاومة شعبية في منطقة الجرجرة بالقبائل، وعيسى الحمادي، رفيق شريف بوبغلة والشيخ بوزيان، زعيم انتفاضة الزعاطشة ببسكرة في عام 1849 و موسى الدرقاوي، مستشاره العسكري والشيخ بوقديدة المدعو بوعمار بن قديدة و كذا مختار بن قويدر التيطراوي. موكب مهيب جاب شوارع العاصمة قبل التوجه الى مقبرة العالية الطيب زيتوني:"الشهداء ال24 عادوا إلى أرضهم لتحتضنهم" وقال وزير المجاهدين طيب زيتوني، إنه باسترجاع رفات شهداء الثورة التحريرية، عاد القادة العظماء إلى أرضهم لتحتضنهم. وأضاف الوزير خلال مراسم دفن رفات شهداء المقاومة الشعبية شهداء المقاومة الجزائرية كانوا سراجا منيرا في الزمن العسير، فرساننا الاشاوش، أمثال الشيخ بوزيان والشيخ محمد ابن أمجد المدعو شريف بوبغلة وعيسى حمادي وبوعمارة بوقديدة والمختار بن قويدر تيطراوي وكل رفقائهم ممن قاوموا الاستعمار الغاشم. وأفاد زيتوني "نحمد الله الذي وفقنا لإعادة أرواح الشهداء الطاهرة الى أرضنا، فلولا الايمان بعدالة قضيتنا واعتزازا بماضينا وثباتا بمبادئنا ووفاء بعهدنا وقيامنا بواجبنا، لما تحقق هذا الإنجاز التاريخي". وصرح الوزير ان التاريخ سجل اليوم في صفحاته الناصعة هذا المسعى النبيل لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وفاء للعهد وحفاظ لذاكرة الأمة. وعبر زيتوني عن الوفاء لذاكرة الشهداء الذين حملوا لواء الجهاد في سبيل الوطن، لدحر الآلة الاستعمارية، من مقاومة الأمير عبد القادر الى أحمد باي، ومقاومة سيدي الشيخ، ومحمد شريف، ولالة فاطمة نسومر وغيرهم من الأبطال. عبد المجيد شيخي:"استرجاع رفات الشهداء ال24 خطوة أولى على درب استعادة كل ما له علاقة بالذاكرة " بدوره اعتبر المدير العام للأرشيف الوطني مستشار لدى رئاسة الجمهورية مكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، ان استرجاع رفات الشهداء الأبرار ال24 بعد مرور أزيد من 170 عاما من فرنسا هي خطوة أولى على درب استعادة كل ماله علاقة بالذاكرة الوطنية. وأثنى عبد المجيد شيخي على الجهود التي بذلتها كل من وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع الوطني فيما يخص التحليلات العلمية وكذلك مساهمات الأرشيف الوطني في البحث عن الوثائق وتقديمها كسند للعملية كما توجه بالشكر لوزارة المجاهدين التي أثارت الموضوع بعد أن أثاره الباحث فريد بلقاضي الذي اكتشف وجود الجماجم بمخزن بمتحف الإنسان بباريس. وأوضح شيخي أن حقيقة أن" الجماجم مجهولة" غير صحيحة بل هي موثقة عسكريا وعلميا. كاشفا في السياق أن متحف الانسان يحوي 18 ألف جمجمة بينها حوالي ألفين جمجمة تعود لجزائريين. وأضاف أن ذات المتحف تختصر فيه النظرية الاستعمارية التي ظاهرها العلم وباطنها الباطل وأنه وضع أساسا لجمع الجماجم لإجراء دراسات لإبراز خصائص الجنس الأبيض وتفوقه في وقت ظهرت فيه النظريات العرقية التي تتحدث عن سمو بعض الأجناس على أجناس أخرى. من جهة أخرى أكد أن من السابق لأوانه الحكم على النوايا الفرنسية واعتبارها نقطة تحول في نظرتها للغير خصوصا إلى الجزائر في انتظار خطوات أخرى مادام أن هناك عدد من الملفات العالقة بين البلدين.